ولا ميكائيل، ولا مهاجرين ولا أنصار ينصرونكم، الا المقارعة بالسيف حتى يحكم الله بينكم.
وان عندكم الأمثال من باس الله وقوارعه، وأيامه ووقائعه، فلا تستبطئوا وعيده جهلا بأخذه، وتهاونا ببطشه، ويأسا من بأسه، فان الله سبحانه لم يلعن القرون الماضية بين أيديكم الا لتركهم الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي، والحلماء لترك التناهي.
* * * الشرح:
نفضتم أيديكم كلمه تقال في اطراح الشئ وتركه، وهي أبلغ من أن تقول تركتم حبل الطاعة، لان من يخلى الشئ من يده ثم ينفض يده منه يكون أشد تخلية له ممن لا ينفضها بل يقتصر على تخليته فقط، لان نفضها اشعار وإيذان بشدة الإطراح والاعراض.
والباء في قوله (بأحكام الجاهلية) متعلقه ب ثلمتم)، أي ثلمتم حصن الله بأحكام الجاهلية التي حكمتم بها في ملة الاسلام.
والباء في قوله (بنعمة لا يعرف)، متعلقة ب (امتن). و (في) من قوله (فيما عقد) متعلقة بمحذوف، وموضعها نصب على الحال، وهذا إشارة إلى قوله تعالى ﴿لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم﴾ (١) وقوله ﴿فأصبحتم بنعمته إخوانا﴾ (2).
وروى (تتقلبون في ظلها) .