شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٨٨
فيقتلون)، وإنما ذكر الجهاد فقط، وقد كان الجهاد من أولئك النفر حاصلا وان لم يبلغوا الغرض، كما كان الجهاد حاصلا عند حصار الطائف وإن لم يبلغ فيه الغرض.
وقد كان له أيضا أن يقول سياق الآية لا يدل على ما ظنه المستدل بها; من أنه من يرتدد عن الدين، فان الله يأتي بقوم يحبهم ويحبونه يحاربونه لأجل ردته، وإنما الذي يدل عليه سياق الآية انه من يرتد منكم عن دينه بترك الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله - وسماه ارتدادا على سبيل المجاز - فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، يجاهدون في سبيل الله معه عوضا عنكم، وكذلك كان كل من خذل النبي صلى الله عليه وآله وقعد عن النهوض معه في حروبه، أغناه الله تعالى عنه بطائفة أخرى من المسلمين جاهدوا بين يديه.
واما قول المرتضى رحمه الله انها أنزلت في الناكثين والقاسطين والمارقين الذين حاربهم أمير المؤمنين عليه السلام فبعيد، لأنهم لا يطلق عليهم لفظ (الردة) عندنا، ولا عند المرتضى وأصحابه، اما اللفظ فبالاتفاق وان سموهم كفارا. واما المعنى فلان في مذهبهم إن من ارتد - وكان قد ولد على فطرة الاسلام - بانت امرأته منه، وقسم ماله بين ورثته، وكان على زوجته عده المتوفى عنها زوجها; معلوم أن أكثر محاربي أمير المؤمنين عليه السلام كانوا قد ولدوا في الاسلام، ولم يحكم فيهم بهذه الأحكام.
وقوله (إن الصفات غير متحققة في صاحبكم)، فلعمري أن حظ أمير المؤمنين عليه السلام منها هو الحظ الأوفى، ولكن الآية ما خصت الرئيس بالصفات المذكورة، وإنما أطلقها على المجاهدين، هم الذين يباشرون الحرب، فهب إن أبا بكر وعمر ما كانا بهذه الصفات، لم لا يجوز أن يكون مدحا لمن جاهد بين أيديهما من المسلمين، وباشر الحرب، وهم شجعان المهاجرين والأنصار الذين فتحوا الفتوح، ونشروا الدعوة، وملكوا الأقاليم.
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317