شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٣٩
ومعناه، وقد تضم الجيم أيضا، فيكون مثل قولك رجل حدث وحدث وندس وندس.
فان قلت فهل لإبليس خيل تركبها جنده قلت يجوز أن يكون ذلك، وقد فسره قوم بهذا والصحيح انه كلام خرج مخرج المثل، شبهت حاله في تسلطه على بني آدم بمن يغير على قوم بخيله ورجله فيستأصلهم وقيل بصوتك، أي بدعائك إلى القبيح وخيله ورجله كل ماش وراكب من أهل الفساد من بني آدم.
قوله (وفوقت السهم) جعلت له فوقا، وهو موضع الوتر، وهذا كناية عن الاستعداد، ولا يجوز أن يفسر قوله (فقد فوق لكم سهم الوعيد) بأنه وضع الفوق في الوتر ليرمى به، لان ذاك لا يقال فيه قد فوق، بل يقال أفقت السهم وأوفقته أيضا ولا يقال أفوقته، وهو من النوادر.
وقوله (وأغرق إليكم بالنزع)، أي استوفى مد القوس وبالغ في نزعها ليكون مرماه أبعد، ووقع سهامه أشد.
قوله (ورماكم من مكان قريب)، لأنه كما جاء في الحديث (يجرى من ابن آدم مجرى الدم ويخالط القلب)، ولا شئ أقرب من ذلك.
والباء في قوله (بما أغويتني) متعلق بفعل محذوف تقديره أجازيك بما أغويتني تزييني لهم القبيح ف‍ (ما) على هذا مصدرية، أي أجازيك باغوائك لي تزييني لهم القبيح، فحذف المفعول ويجوز أن تكون الباء قسما، كأنه أقسم باغوائه إياه ليزينن لهم.
فان قلت وأي معنى في أن يقسم باغوائه وهل هذا مما يقسم به قلت نعم لأنه ليس اغواء الله تعالى إياه خلق الغي والضلال في قلبه، بل تكليفه
(١٣٩)
مفاتيح البحث: الجواز (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317