شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٣٥
وقيل كان اسمه عزازيل، وان الله تعالى جعله حكما وقاضيا بين سكان الأرض قبل خلق آدم، فدخله الكبر والعجب لعبادته واجتهاده وحكمه في سكان الأرض وقضائه بينهم، فانطوى على المعصية حتى كان من امره مع آدم عليه السلام ما كان.
قلت ولا ينبغي أن نصدق من هذه الأخبار و أمثالها الا ما ورد في القرآن العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أو في السنة، أو نقل عمن يجب الرجوع إلى قوله، وكل ما عدا ذلك فالكذب فيه أكثر من الصدق، والباب مفتوح، فليقل كل أحد في أمثال هذه القصص ما شاء.
واعلم أن كلام أمير المؤمنين في هذا الفصل يطابق مذهب أصحابنا في أن الجنة لا يدخلها ذو معصية، الا تسمع قوله (فمن بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته كلا، ما كان الله ليدخل الجنة بشرا بأمر اخرج به منها ملكا، أن حكمه في أهل السماء والأرض لواحد).
فان قلت أليس من قولكم إن صاحب الكبيرة إذا تاب دخل الجنة فهذا صاحب معصية وقد حكمتم له بالجنة قلت إن التوبة أحبطت معصيته فصار كأنه لم يعص.
فان قلت إن أمير المؤمنين عليه السلام إنما قال (فمن ذا بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته) ولم يقل بالمعصية المطلقة; والمرجئة لا تخالف في أن من وافى القيامة بمثل معصية إبليس لم يكن من أهل الجنة.
قلت كل معصية كبيرة فهي مثل معصيته، ولم يكن اخراجه من الجنة لأنه كافر، بل لأنه عاص مخالف للامر، الا ترى أنه قال سبحانه ﴿قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها﴾ (1)، فعلل اخراجه من الجنة بتكبره لا بكفره.
فان قلت هذا مناقض لما قدمت في شرح الفصل الأول.

(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317