شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٤٢
فيجب أن يحمل قوله ﴿لأغوينهم أجمعين﴾ (1) على الغواية بمعنى الشرك أو الكفر; ويكون الاستثناء وهو قوله (الا عبادك منهم المخلصين) (1) معناه الا المعصومين من كل معصية، وهذا ظن غير مصيب لأنه ما أغوى كل البشر الغواية التي هي الكفر والشرك الا المعصومين العصمة المطلقة، بل أغوى بعضهم كذلك، وبعضهم بان زين له الفسق دون الكفر، فيكون ظنه انه قادر على اغواء البشر كافه بمعنى الضلال بالكفر ظنا غير مصيب.
قوله (صدقه به أبناء الحمية)، موضع (صدقه) جر، لأنه صفة (ظن)، وقد روى (صدقه أبناء الحمية) من غير ذكر الجار والمجرور، ومن رواه بالجار والمجرور كان معناه صدقه في ذلك الظن أبناء الحمية، فأقام الباء مقام (في).
قوله (حتى إذا انقادت له الجامحة منكم)، أي الأنفس الجامحة أو الأخلاق الجامحة.
قوله (فنجمت فيه الحال) أي ظهرت، وقد روى (فنجمت الحال من السر الخفي) من غير ذكر الجار والمجرور، ومن رواه بالجار والمجرور فالمعنى فنجمت الحال في هذا الشأن المذكور بينه وبينكم من الخفاء إلى الجلاء.
واستفحل سلطانه قوى واشتد وصار فحلا، واستفحل جواب قوله (حتى إذا).
دلف بجنوده تقدم بهم.
والولجات جمع ولجة بالتحريك، وهي موضع، أو كهف يستتر فيه المارة من مطر أو غير.
وأقحموكم أدخلوكم والورطة الهلكة.
قوله (وأوطأوكم إثخان الجراحة)، أي جعلوكم واطئين لذلك، والإثخان مصدر أثخن في القتل، أي أكثر منه وبالغ حتى كثف شانه، وصار كالشئ الثخين، ومعنى

(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317