شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٤٣
إيطاء الشيطان ببني آدم ذلك إلقاؤه إياهم فيه، وتوريطهم وحمله لهم عليه. فالإثخان على هذا منصوب لأنه مفعول ثان; لا كما زعم الراوندي انه انتصب بحذف حرف الخفض.
قوله عليه السلام (طعنا في عيونكم)، انتصب (طعنا) على المصدر، وفعله محذوف أي فعلوا بكم هذه الأفعال فطعنوكم في عيونكم طعنا، فاما من روى (وأوطأوكم لإثخان الجراحة) باللام فإنه يجعل (طعنا) منصوبا على أنه مفعول به، أي أوطأوكم طعنا وحزا، كقولك أوطأته نارا، وأوطأته عشوة، ويكون (لإثخان الجراحة) مفعولا له، أي أوطأوكم الطعن ليثخنوا جراحكم. وينبغي أن يكون (قصدا) و (سوقا) خالصين للمصدرية، لأنه يبعد أن يكون مفعولا به.
واعلم أنه لما ذكر الطعن نسبه إلى العيون، ولما ذكر الحز، وهو الذبح نسبه إلى الحلوق، ولما ذكر الدق، وهو الصدم الشديد إضافة إلى المناخر، وهذا من صناعة الخطابة التي علمه الله إياها بلا تعليم، وتعلمها الناس كلهم بعده منه.
والخزائم جمع خزامة، وهي حلقة من شعر تجعل في وترة أنف البعير فيشد فيها الزمام.
وتقول قد ورى الزند، أي خرجت ناره، وهذا الزند أورى من هذا، أي أكثر إخراجا للنار يقول فأصبح الشيطان أضر عليكم وأفسد لحالكم من أعدائكم الذين أصبحتم مناصبين لهم، أي معادين، وعليهم متألبين، أي مجتمعين.
فان قلت اما أعظم في الدين حرجا فمعلوم، فأي معنى لقوله (وأورى في دنياكم قدحا)، وهل يفسد إبليس أمر الدنيا كما يفسد أمر الدين قلت نعم لان أكثر القبائح الدينية مرتبطة بالمصالح والمفاسد الدنيوية، الا ترى انه إذا أغرى السارق بالسرقة أفسد حال السارق من جهة الدين وحال المسروق منه من جهة الدنيا،
(١٤٣)
مفاتيح البحث: الطعن (2)، الذبح (1)، السرقة (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317