شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٣٤
فان قلت فعلى هذا كم تكون مدة عبادة إبليس إذا كانت ستة آلاف سنة من سنى الآخرة قلت يكون ما يرتفع من ضرب أحد المضروبين في الآخرة، وهو ألفا الف الف، ثلاث لفظات، الأولى منهم مثناة، ومائة الف الف لفظتان، وستون الف الف سنة لفظتان أيضا من سنى الدنيا ولما رأى أمير المؤمنين عليه السلام هذا المبلغ عظيما جدا علم أن أذهان السامعين لا تحتمله، فلذلك أبهم القول عليهم، وقال (لا يدرى امن سنى الدنيا أم من سنى الآخرة).
فان قلت فإذا كنتم قد رجحتم قول من يقول إن عمر الدنيا خمسون الف سنة، فكم يكون عمرها إن كان الله تعالى أراد خمسين الف سنة من سنى الآخرة لأنه لا يؤمن أن يكون أراد ذلك إذا كانت السنة عنده عبارة عن مدة غير هذه المدة التي قد اصطلح عليها الناس قلت يكون ما يرتفع من ضرب خمسين ألفا في ثلاثمائة وستين الف من سنى الدنيا ومبلغ ذلك ثمانية عشر الف الف الف سنة من سنى الدنيا ثلاث لفظات، وهذا القول قريب من القول المحكى عن الهند.
وروى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه روايات كثيرة بأسانيد أوردها عن جماعة من الصحابة أن إبليس كان إليه ملك السماء وملك الأرض، وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن، وإنما سموا الجن لأنهم كانوا خزان الجنان، وكان إبليس رئيسهم ومقدمهم. وكان أصل خلقهم من نار السموم، وكان اسمه الحارث، قال وقد روى أن الجن كانت في الأرض، وانهم أفسدوا فيها، فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة فقتلهم وطردهم إلى جزائر البحار، ثم تكبر في نفسه، ورأي أنه قد صنع شيئا عظيما لم يصنعه غيره. قال وكان شديد الاجتهاد في العبادة.
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317