شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٣٢
خطف بالفتح، ويخطف بالفتح ويخطف بالكسر، وهي لغة رديئة قليلة لا تكاد تعرف، وقد قرا بها يونس في قوله تعالى ﴿يكاد البرق يخطف أبصارهم﴾ (1).
والرواء، بالهمزة والمد المنظر الحسن والعرف الريح الطيبة.
والخيلاء، بضم الخاء وكسرها الكبر، وكذلك الخال والمخيلة، تقول اختال الرجل وخال أيضا، أي تكبر.
وأحبط عمله أبطل ثوابه، وقد حبط العمل حبطا بالتسكين وحبوطا والمتكلمون يسمون ابطال الثواب إحباطا وابطال العقاب تكفيرا.
وجهده بفتح الجيم اجتهاده وجده ووصفه بقوله (الجهيد) أي المستقصى، من قولهم: مرعى جهيد، أي قد جهده المال الراعي واستقصى رعيه.
وكلامه عليه السلام يدل على أنه كان يذهب إلى أن إبليس من الملائكة لقوله (اخرج منها ملكا).
والهوادة الموادعة والمصالحة، يقول إن الله تعالى خلق آدم من طين، ولو شاء أن يخلقه من النور الذي يخطف أو من الطيب الذي يعبق لفعل، ولو فعل لهال الملائكة امره وخضعوا له، فصار الابتلاء والامتحان والتكليف بالسجود له خفيفا عليهم، لعظمته في نفوسهم، فلم يستحقوا ثواب العمل الشاق، وهذا يدل على أن الملائكة تشم الرائحة كما نشمها نحن، ولكن الله تعالى يبتلى عباده بأمور يجهلون أصلها اختبارا لهم.
فان قلت ما معنى قوله عليه السلام (تمييزا بالاختبار لهم).
قلت لأنه ميزهم عن غيرهم من مخلوقاته، كالحيوانات العجم، وأبانهم عنهم، وفضلهم عليهم بالتكليف والامتحان.

(١٣٢)
مفاتيح البحث: السجود (1)، سورة البقرة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317