شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٤٥
ثم نهاهم أن يكونوا كقابيل الذي حسد أخاه هابيل فقتله، وهما اخوان لأب وأم، وإنما قال (ابن أمه)، فذكر الام دون الأب، لان الأخوين من الام أشد حنوا ومحبة والتصاقا من الأخوين من الأب، لان الام هي ذات الحضانة والتربية.
وقوله (من غير ما فضل)، ما هاهنا زائدة، وتعطى معنى التأكيد; نهاهم عليه السلام أن يحسدوا النعم، وان يبغوا ويفسدوا في الأرض، فان آدم لما أمر ولده بالقربان قرب قابيل شر ماله - وكان كافرا - وقرب هابيل خير ماله - وكان مؤمنا - فتقبل الله تعالى من هابيل، واهبط من السماء نارا فأكلته، قالوا لأنه لم يكن في الأرض حينئذ فقير يصل القربان إليه، فحسده قابيل - وكان أكبر منه سنا - فقال لأقتلنك، قال هابيل إنما يتقبل الله من المتقين، أي بذنبك وجرمك كان عدم قبول قربانك لانسلاخك من التقوى، فقتله فأصبح نادما، لا ندم التوبة بل ندم الحير ورقة الطبع البشرى، ولأنه تعب في حمله كما ورد في التنزيل انه لم يفهم ماذا يصنع به حتى بعث الله الغراب.
قوله عليه السلام (والزمه آثام القاتلين إلى يوم القيامة)، لأنه كان ابتدأ بالقتل، ومن سن سنة شر كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، كما أن من سن سنة خير كان له اجرها واجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
وروى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه، أن الروايات اختلفت في هذه الواقعة، فروى قوم إن الرجلين كانا من بني إسرائيل وليسا من ولد آدم لصلبه، والأكثرون خالفوا في ذلك.
ثم اختلف الأكثرون، فروى قوم أن القربان من قابيل وهابيل كان ابتداء، والأكثرون قالوا بل أراد آدم عليه السلام أن يزوج هابيل أخت قابيل توأمته، ويزوج
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317