شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٤
لأنهم إذا فعلوا ذلك، فبالحر أن يمور السنان، أي يتحرك عن موضع الطعنة، فيخرج زالقا، وإذا لم يلتووا لم يمر السنان، ولم يتحرك عن موضعه فيخرق وينفذ، فيقتل.
وأمرهم بغض الابصار في الحرب، فإنه أربط للجأش، أي أثبت للقلب، لان الغاض، بصره في الحرب أحرى ألا يدهش ولا يرتاع لهول ما ينظر.
وأمرهم بإماتة الأصوات وإخفائها، فإنه اطرد للفشل، وهو الجبن والخوف وذلك لان الجبان يرعد ويبرق، والشجاع صامت.
وأمرهم بحفظ رايتهم الا يميلوها، فإنها إذا مالت انكسر العسكر، لأنهم إنما ينظرون إليها وألا يخلوها من محام عنها، وألا يجعلوها بأيدي الجبناء وذوي الهلع منهم كي لا يخيموا ويجبنوا عن إمساكها.
والذمار: ما وراء الرجل مما يحق عليه ان يحميه، وسمى ذمارا، لأنه يجب على أهله التذمر له، أي الغضب.
والحقائق: جمع حاقه، وهي الامر الصعب الشديد، ومنه قول الله تعالى: (الحاقه ما الحاقه)، يعنى الساعة.
ويكتنفونها: يحيطون بها. وحفافيها: جانباها، ومنه قول طرفة:
كأن جناحي مضرحي تكنفا * حفافيه شكا في العسيب بمسرد (1) الأصل:
أجزأ امرؤ قرنة، وآسى أخاه بنفسه، ولم يكل قرنة إلى أخيه، فيجتمع

(1) المعلقات - بشرح التبريزي، 64. المضرحي: العتيق من النسور، يضرب إلى البياض. وحفافاه:
جانباه. والعسيب: عظم الذنب. والمسرد: المخصف.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303