شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٦١
فقد لاقى أبا حسن عليا * فآب الوائلي مآب خازي فلو لم يبد عورته لطارت * بمهجته قوادم أي بازي (1) فإن تكن المنية أخطأته * فقد غنى بها أهل الحجاز!
فغضب عمرو وقال: ما أشد تعظيمك [عليا] (2) أبا تراب في أمري! هل (3) أنا إلا رجل لقيه ابن عمه فصرعه! أفترى السماء قاطرة لذلك دما! قال: لا ولكنها معقبة لك خزيا (4).
قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، قال: لما اشتد الامر، وعظم على أهل الشام، قال معاوية لأخيه عتبة بن أبي سفيان الق الأشعث، فإنه إن رضى رضيت العامة - وكان عتبة فصيحا - فخرج فنادى الأشعث، فقال الأشعث: سلوا من هو المنادى؟ قالوا: عتبة بن أبي سفيان، قال: غلام مترف ولابد من لقائه! فخرج إليه، فقال: ما عندك يا عتبة؟
فقال: أيها الرجل، إن معاوية لو كان لاقيا رجلا غير على للقيك، إنك رأس أهل العراق، وسيد أهل اليمن، وقد سلف من عثمان إليك ما سلف من الصهر والعمل، ولست كأصحابك، أما الأشتر فقتل عثمان، وأما عدى فحرض عليه، وأما سعيد بن قيس فقلد عليا ديته، وأما شريح وزحر بن قيس فلا يعرفان غير الهوى، وإنك حاميت عن أهل العراق تكرما، وحاربت أهل الشام حمية وقد بلغنا منك وبلغت منا ما أردت، وإنا لا ندعوك إلى ترك على، ونصرة معاوية ولكنا ندعوك إلى البقية التي فيها صلاحك وصلاحنا فتكلم الأشعث، فقال: يا عتبة، أما قولك: " إن معاوية لا يلقى إلا عليا "،

(1) صفين: " به ليثا يذلل كل نازي ".
(2) صفين.
(3) صفين: " هو ".
(4) صفين 463، 464.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303