شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٥٧
فالعنه لعنا وبيلا، وعذبه عذابا أليما وكتب بذلك إلى الآفاق، فكانت هذه الكلمات يشاربها على المنابر، إلى خلافة عمر بن عبد العزيز.
وذكر أبو عثمان أيضا أن هشام بن عبد الملك لما حج خطب بالموسم، فقام إليه إنسان، فقال: يا أمير المؤمنين، إن هذا يوم كانت الخلفاء تستحب فيه لعن أبى تراب، فقال: اكفف، فما لهذا جئنا.
وذكر المبرد في،، الكامل،، أن خالد بن عبد الله القسري لما كان أمير العراق في خلافة هشام، كان يلعن عليا عليه السلام على المنبر، فيقول: اللهم العن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، صهر رسول الله صلى الله عليه وآله على ابنته، وأبا الحسن والحسين! ثم يقبل على الناس، فيقول هل كنيت (1)!
وروى أبو عثمان أيضا أن قوما من بنى أمية قالوا لمعاوية: يا أمير المؤمنين، إنك قد بلغت ما أملت، فلو كففت عن لعن هذا الرجل! فقال: لا والله حتى يربو عليه الصغير، ويهرم عليه الكبير، ولا يذكر له ذاكر فضلا!
وقال أبو عثمان أيضا: وما كان عبد الملك - مع فضله وأناته وسداده ورجحانه - ممن يخفى عليه فضل علي عليه السلام، وأن لعنه على رؤوس الاشهاد، وفي أعطاف الخطب، وعلى صهوات المنابر مما يعود عليه نقصه، ويرجع إليه وهنه، لأنهما جميعا من بنى عبد مناف، والأصل واحد، والجرثومة منبت لهما، وشرف علي عليه السلام وفضله عائد عليه، ومحسوب له، ولكنه أراد تشييد الملك وتأكيد ما فعله الأسلاف، وأن يقرر في أنفس الناس أن بني هاشم لاحظ لهم في هذا الامر، وأن سيدهم الذي به يصولون، وبفخره يفخرون،

(1) الكامل 414 (طبع أوروبا).
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232