هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض فتنظروا كيف يعملان. قالوا: ربنا! هاروت وماروت. فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما، فسألاها نفسها، قالت: لا والله! حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك.
فقالا: لا والله! لا نشرك بالله شيئا أبدا. فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله! حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: لا والله! لا نقتله أبدا، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى! تشربا هذا الخمر، فشربا حتى سكرا، فوقعا عليها وقتلا الصبي. فلما أفاقا، قالت المرأة: والله ما تركتما شيئا مما أبيتماه إلا فعلتماه حين سكرتما، فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة، فاختارا عذاب الدنيا ".