الفتنة ووقعة الجمل - سيف بن عمر الضبي - الصفحة ٢١
5 - ومع ذلك فقد ترك الصحابة أولادهم على باب عثمان إظهارا لاستنكارهم الحصار، وترهيبا للثوار، عسى أن يرتدعوا عند ما لا يجدون صحابيا مؤيدا لهم.
6 - إذن فقد حال عثمان دون القتال، وكأني به في أول الأمر مطمئنا إلى أنهم لن يجترئوا عليه. ثم لما أيقن أنهم قاتلوه فكأني به قد أحب الشهادة، خاصة أن روايات متعددة تقول، إنه حلم يوم مقتله أنه سيفطر مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقد جاء في إحدى تلك الروايات ثم قال (عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم):
" أما أن القوم سينكرون عليك فإن قاتلتهم ظفرت، وان تركتم أفطرت عندنا ".
و قد كان لعثمان، كما يبدون، مفهوم خاص للخلافة. فهو لم يفهمها تكليفا من المسلمين، إنما فهمها أمرا ألبسه الله إياه. لذلك كان يردد: ما كنت لأخلع قميصا قمصنيه الله عز وجل ".
" لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلى من أن أنزع سربالا سربلنيه الله عز وجل ".
من كل ذلك يتبين أن مواقف الصحابة لا غبار عليها. فقد بقوا لآخر لحظة خاضعين لأوامر الخليفة، المصدر الشرعي للسلطة.
و الخليفة قاد المعركة بالطريقة التي ارتأى فيها خيرا. اجتهد فأخطأ، أو أصاب، لأيهم. المهم أن المواقف لم يدخلها سوء نية كما يحلو للبعض أن يدعي، ممن يجعلون صحابيا متواطئا وآخر محرضا. لا شك أن بعض الصحابة استاء من مواقف عثمان المحرجة، وبعضهم أراده أن يتنازل عن الخلافة وبعضهم رغب
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 5
2 ترجمة سيف بن عمر 27
3 حول المصادر وطريقة البحث 29
4 الفتنة (مقتل عثمان بن عفان) 33
5 نفي المخالفين من أهل الكوفة 35
6 نفي المشاغبين من أهل البصرة إلى الشام 42
7 اجتماع الثوار على عثمان 44
8 دعوة عبد الله بن سبأ 48
9 مشاورات عثمان مع ولاته 50
10 المواجهة الأولى سنة 34 ه‍ 54
11 خروج الثوار إلى المدينة عام 35 ه‍ 57
12 ما قاله علي وطلحة والزبير للثوار وتظاهر بالعودة 59
13 مباغتة المدينة 60
14 كتابة عثمان إلى الأمصار 61
15 آخر خطبة لعثمان 64
16 الحصار 65
17 مقتل عثمان 72
18 بعض سير عثمان بن عفان 75
19 آراء متفرقة في تحليل الفتنة 76
20 دفن عثمان 84
21 ولاة الأمصار عند وفاته عثمان 85
22 بعض خطب عثمان 86
23 خلافة علي بن أبي طالب 89
24 الدولة بلا خليفة 91
25 المبايعة لعلي 93
26 مبايعة طلحة والزبير 94
27 أول خطبة لعلي 95
28 مطالب طلحة والزبير 97
29 أخبار عمال علي 99
30 كتابة علي إلى أبي موسى ومعاوية 101
31 وقعة الجمل 105
32 استئذان طلحة والزبير عليا في العمرة 107
33 استنفار أهل المدينة 108
34 وصول الخبر إلى عائشة 111
35 توجه عائشة إلى المدينة وعودتها 112
36 توجه عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة 116
37 موقف عبد الله بن عمر 118
38 خروج علي إلى الربذة يريد البصرة 118
39 الموقف في البصرة 121
40 قتال عائشة وعثمان بن حنيف 126
41 الاتفاق على وقف القتال بين عثمان بن حنيف وعائشة 127
42 عودة القتال وإنتصار عائشة 129
43 مسير علي بن أبي طالب إلى البصرة 134
44 موقف أبي موسى الأشعري 138
45 نزول أمير المؤمنين علي ذا قار 143
46 مساعي الإصلاح 144
47 رؤوس الفتنة يحبطون مساعي الإصلاح 147
48 المعركة 155
49 صفة القتال يوم الجمل 172
50 انزال هودج عائشة 172
51 مقتل الزبير بن العوام 174
52 من انهزم يوم الجمل فاختفى ومضى في البلاد 175
53 دفن القتلى وتوجع علي عليهم 178
54 عدد قتل الجمل 179
55 دخول علي على عائشة ومعاقبته من أساء إليها 179
56 بيعة أهل البصرة عليا وقسمه ما في بيت المال عليهم 181
57 سيرة علي فيمن قاتل يوم الجمل 181
58 خروج عائشة من البصرة إلى مكة 182
59 كتابة علي إلى عاملة بالكوفة 182
60 تجهيز علي عائشة وإرسالها إلى المدينة 183