الفتنة ووقعة الجمل - سيف بن عمر الضبي - الصفحة ٢٣
إذن كان السبب الأول في وقعة الجمل الخلاف بالرأي في موضوع قصاص قتلة عثمان. دخل طلحة والزبير مع عدد من الصحابة على علي فقالوا:
" يا علي، إنا قد اشترطنا إقامة الحدود، وإن هؤلاء القوم قد اشتركوا في دم هذا الرجل، وأحلوا بأنفسهم. فقال لهم: يا إخوتاه، إني لست أجهل ما تعلمون، ولكني كيف أصنع بقوم يملكوننا ولا نملكهم، ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبد انكم، وثابت إليهم أعرابكم وهم خلالكم يسومونكم ما شاؤوا، فهل ترون موضعا لقدرة على شئ مما تريدون؟ قالوا: لا، قال: فلا: والله لا أرى إلا رأيا ترونه إن شاء الله ".
لقد كان موقف علي في غاية الوضوح، كان راغبا في إقامة الحدود وإنزال القصاص بمن يستحقه. وربما كان يخطط بينه وبنى نفه لذلك. ولكن بعض زملائه من الصحابة أصروا على التدخل في الامر، فهم حريصون على تطبيق ما أمر الله به، لكنهم، على ما يبدو، قد أسرفوا في ذلك، ومن هو في موضع المسؤولية يرى الأمور بمنظار غير الذي يراها به الآخرون. فتحتم وقوع الخلاف.
و أراد طلحة والزبير أن يؤكدا عدم رضائهما باجراء فعلي. فاستأذنا عليا وتوجها إلى مكة المكرمة لأداء العمرة. وفي مكة المكرمة قررا ومعهما عائشة وكل من لا بمكة من أنصار عثمان التوجه إلى البصرة، والامتناع هناك، ولما علم بذلك علي، الذي كان يعد جيشه للتوجه إلى بلاد الشام، تحول إليهم.
التقى الفريقان وهما ضمنيا أقرب إلى التفاهم إلى القتال.
و لم يكن الخلاف ليؤدي إلى التصادم لولا أنه كان للثوار مصلحة في إسعار النار وتعميق الشقة، لأن أي تفاهم سيعني إنزال العقاب بهم. وكانوا على ثقة من
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 27 28 29 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 5
2 ترجمة سيف بن عمر 27
3 حول المصادر وطريقة البحث 29
4 الفتنة (مقتل عثمان بن عفان) 33
5 نفي المخالفين من أهل الكوفة 35
6 نفي المشاغبين من أهل البصرة إلى الشام 42
7 اجتماع الثوار على عثمان 44
8 دعوة عبد الله بن سبأ 48
9 مشاورات عثمان مع ولاته 50
10 المواجهة الأولى سنة 34 ه‍ 54
11 خروج الثوار إلى المدينة عام 35 ه‍ 57
12 ما قاله علي وطلحة والزبير للثوار وتظاهر بالعودة 59
13 مباغتة المدينة 60
14 كتابة عثمان إلى الأمصار 61
15 آخر خطبة لعثمان 64
16 الحصار 65
17 مقتل عثمان 72
18 بعض سير عثمان بن عفان 75
19 آراء متفرقة في تحليل الفتنة 76
20 دفن عثمان 84
21 ولاة الأمصار عند وفاته عثمان 85
22 بعض خطب عثمان 86
23 خلافة علي بن أبي طالب 89
24 الدولة بلا خليفة 91
25 المبايعة لعلي 93
26 مبايعة طلحة والزبير 94
27 أول خطبة لعلي 95
28 مطالب طلحة والزبير 97
29 أخبار عمال علي 99
30 كتابة علي إلى أبي موسى ومعاوية 101
31 وقعة الجمل 105
32 استئذان طلحة والزبير عليا في العمرة 107
33 استنفار أهل المدينة 108
34 وصول الخبر إلى عائشة 111
35 توجه عائشة إلى المدينة وعودتها 112
36 توجه عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة 116
37 موقف عبد الله بن عمر 118
38 خروج علي إلى الربذة يريد البصرة 118
39 الموقف في البصرة 121
40 قتال عائشة وعثمان بن حنيف 126
41 الاتفاق على وقف القتال بين عثمان بن حنيف وعائشة 127
42 عودة القتال وإنتصار عائشة 129
43 مسير علي بن أبي طالب إلى البصرة 134
44 موقف أبي موسى الأشعري 138
45 نزول أمير المؤمنين علي ذا قار 143
46 مساعي الإصلاح 144
47 رؤوس الفتنة يحبطون مساعي الإصلاح 147
48 المعركة 155
49 صفة القتال يوم الجمل 172
50 انزال هودج عائشة 172
51 مقتل الزبير بن العوام 174
52 من انهزم يوم الجمل فاختفى ومضى في البلاد 175
53 دفن القتلى وتوجع علي عليهم 178
54 عدد قتل الجمل 179
55 دخول علي على عائشة ومعاقبته من أساء إليها 179
56 بيعة أهل البصرة عليا وقسمه ما في بيت المال عليهم 181
57 سيرة علي فيمن قاتل يوم الجمل 181
58 خروج عائشة من البصرة إلى مكة 182
59 كتابة علي إلى عاملة بالكوفة 182
60 تجهيز علي عائشة وإرسالها إلى المدينة 183