مقدمة ليس هذا كتابا جديدا، يضاف إلى الكتب الكثيرة التي تناولت موضوع مقتل ثالث الخلفاء الراشدين (عثمان بن عفان) رضي الله عنه، وما تلاه من أحداث جسام. إنما هو كتاب قديم اعتمده الطبري وأضرابه لتأريخ حوادث صدر الإسلام، شاءت الظروف أن تفقد مخطوطاته، ولا يتوفر أصله، فرأيت أن أجمعه من كتب التاريخ المختلفة، ليكون في متناول جميع المتهمين بموضوعه.
ونظرا لأهمية البحث، لا بد من مقدمة جهدت أن أجمل فيها الآراء التي تبين لي صوابها من تخلف الدراسات والكتب التي تمكنت من الاطلاع عليها.
و سيظهر جليا من خلاف هذا الكتاب أن دفاع الصاحبة عن الشرعية واستعدادهم للموت في سبيل ما يؤمنون به ويعتقدون صوابه، هو السبب الرئيسي الذي جعلهم يجودون بأرواحهم في قتالهم فيها بينهم تماما كما جادوا بها في قتالهم لأعدائهم. وهكذا فقد كانت النتائج باهرة عند ما كانت قواهم موجه ضد الأعداء، ومحزنة عند ما استشرت الخلافات بينهم ووجهت قواهم إلى قتال بعضهم بعضا.
وليس عجيبا أن يكون تاريخ، المسلمين كغيرهم من الأمم ذوات الحضارة و الأمجاد مليئا بالصفحات المشرقات. ومن الطبيعي أيضا، أن لا يخلو ذلك