الفتنة ووقعة الجمل - سيف بن عمر الضبي - الصفحة ٢٥
الزمن تطور الخلاف السياسي إلى خلاف مذهبي، وتغيرت مفاهيم المسلمين، وانقرض من الوجود ذلك الضمير الذي خلق المعجزات.
في حروف الجمل تعرض ضمير كل مسلم إلى صراع مرير، واختلط الامر على الناس، فمنهم من لزم جانب الحياد، وهؤلاء كانوا أكثر الناس راحة ضمير، ومنهم من موقف مع الإمام الشرعي علي كرم الله وجهه، وهؤلاء وإن كانوا أقرب إلى الصواب فسرعان ما انتشر الخلاف في صفوفهم، ومنهم من وقف إلى جانب عائشة وطلحة والزبير، وهؤلاء كانوا حتى في قياداتهم أكثر الفرقاء تعرضا لعذاب الضمير وتأرجحا في موقفهم، ولعل موقف الزبير، الذي سيرد مفصلا فيما بعد، أبرز مثال على صدق هذا الرأي.
و يجب أن لا يفوتنا هنا، أن الخلاف اقتصر على طريقة تطبيق الشرع ولم يتطرق إلى كنه الشريعة، بل لم يجرؤ أحد من الفريقين على تكفير الفريق الآخر، ورجا كل منهما الجنة لقتلاه ولمن نقى قلبه من قتلى الفريق الآخر.
لكن تلك الضمائر الحية ذهبت بذهاب أصحابها، وحول الحفدة الخلافات السياسية إلى مذاهب عقائدية فغدا الدين أديانا، ولم نعد نلمس ذلك الصراع في الضمائر بعد ذهاب تلك الطبقة من المسلمين، ولم تمض سنوات قليلة حتى تناول التغيير أهم جانب من جوانب الحياة، هو مفهوم الحكم في الاسلام، بعد ما كان على ذلك الطراز الرائع الذي لم تعرف البشرية له مثيلا إلا أيامهم هم، الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم أجمعين.
أحمد راتب عرموش
(٢٥)
مفاتيح البحث: التصديق (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 5
2 ترجمة سيف بن عمر 27
3 حول المصادر وطريقة البحث 29
4 الفتنة (مقتل عثمان بن عفان) 33
5 نفي المخالفين من أهل الكوفة 35
6 نفي المشاغبين من أهل البصرة إلى الشام 42
7 اجتماع الثوار على عثمان 44
8 دعوة عبد الله بن سبأ 48
9 مشاورات عثمان مع ولاته 50
10 المواجهة الأولى سنة 34 ه‍ 54
11 خروج الثوار إلى المدينة عام 35 ه‍ 57
12 ما قاله علي وطلحة والزبير للثوار وتظاهر بالعودة 59
13 مباغتة المدينة 60
14 كتابة عثمان إلى الأمصار 61
15 آخر خطبة لعثمان 64
16 الحصار 65
17 مقتل عثمان 72
18 بعض سير عثمان بن عفان 75
19 آراء متفرقة في تحليل الفتنة 76
20 دفن عثمان 84
21 ولاة الأمصار عند وفاته عثمان 85
22 بعض خطب عثمان 86
23 خلافة علي بن أبي طالب 89
24 الدولة بلا خليفة 91
25 المبايعة لعلي 93
26 مبايعة طلحة والزبير 94
27 أول خطبة لعلي 95
28 مطالب طلحة والزبير 97
29 أخبار عمال علي 99
30 كتابة علي إلى أبي موسى ومعاوية 101
31 وقعة الجمل 105
32 استئذان طلحة والزبير عليا في العمرة 107
33 استنفار أهل المدينة 108
34 وصول الخبر إلى عائشة 111
35 توجه عائشة إلى المدينة وعودتها 112
36 توجه عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة 116
37 موقف عبد الله بن عمر 118
38 خروج علي إلى الربذة يريد البصرة 118
39 الموقف في البصرة 121
40 قتال عائشة وعثمان بن حنيف 126
41 الاتفاق على وقف القتال بين عثمان بن حنيف وعائشة 127
42 عودة القتال وإنتصار عائشة 129
43 مسير علي بن أبي طالب إلى البصرة 134
44 موقف أبي موسى الأشعري 138
45 نزول أمير المؤمنين علي ذا قار 143
46 مساعي الإصلاح 144
47 رؤوس الفتنة يحبطون مساعي الإصلاح 147
48 المعركة 155
49 صفة القتال يوم الجمل 172
50 انزال هودج عائشة 172
51 مقتل الزبير بن العوام 174
52 من انهزم يوم الجمل فاختفى ومضى في البلاد 175
53 دفن القتلى وتوجع علي عليهم 178
54 عدد قتل الجمل 179
55 دخول علي على عائشة ومعاقبته من أساء إليها 179
56 بيعة أهل البصرة عليا وقسمه ما في بيت المال عليهم 181
57 سيرة علي فيمن قاتل يوم الجمل 181
58 خروج عائشة من البصرة إلى مكة 182
59 كتابة علي إلى عاملة بالكوفة 182
60 تجهيز علي عائشة وإرسالها إلى المدينة 183