الفتنة ووقعة الجمل - سيف بن عمر الضبي - الصفحة ١٦
هم بفتحها والتي يعتبرونها حقا من حقوقهم تذهب إلى بيت المال ويوزعها عثمان على من يريد. تجاه هذه الأوضاع وجدت الإدارة العليا نفسها عاجزة عن استيعاب الوضع الطارىء، بل يمكننا القول أنها عجزت عن إدراكه وتقويمه.
4 - رافق نشوء طبقة (الرعاع) بمن فيها من أعراب وعبيد محررين وموالي، نشوء طبقة من الأغنياء أصحاب الملايين تركزت الثروات في أيديهم، وأصبح المال دولة بينهم، وبدأ شئ من حياة الرفاه... ويبدو أن من طبيعة الحياة أن يرافق الغني البطر وفساد الأخلاق، إلا ما ندر. ولم يكن على رأس الدولة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر أو عمر، فتفاقم الأمر لدرجة أن أولاد الأغنياء هؤلاء بدؤوا نوعا من حياة الفجور. وهنا ثارت ثائرة عثمان الرجل التقي والخليفة الراشد، وكانت إجراءاته قاسية - كما يجب أن تكون - فانضم أولئك المستهترون إلى صف الناقمين من الرعاع وغيرهم.
و لم يكن نشوء هذه (الطبقية) ليؤدي إلى النقمة التي ظهرت لو كان المجتمع جاهليا، أما وأنه مجتمع اسلامي، والفرد فيه في بدء تحرر عقلي شخصي و اجتماعي، فقد تأزم الموقف وأخذت فكرة المساواة طريقها إلى الوجود، كذلك من طرف آخر، فقد استيقظ شئ من العصبية كان لا يزال غافيا في اللاشعور...
فلم يجد الناقمون غضاضة في حمل السلاح.
ج - نشاط الفئات السرية المعادية:
في كتب التاريخ وروايات مختلفة عن نشاط سري لأفراد وجماعات أظهروا الاسلام وأخفوا دياناتهم القديمة، بغية العمل في صفوف المسلمين على تحطيم الدولة الاسلامية وإفساد المجتمع الاسلامي، ببث العقائد الفاسدة ونشر الفتنة، بدوافع دينية وعرقية، بعد ما عجزت تلك القوى عن مجابهة المسلمين في العلن، كما عجزت شعوبها عن مواجهتهم في ميادين القتال.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 5
2 ترجمة سيف بن عمر 27
3 حول المصادر وطريقة البحث 29
4 الفتنة (مقتل عثمان بن عفان) 33
5 نفي المخالفين من أهل الكوفة 35
6 نفي المشاغبين من أهل البصرة إلى الشام 42
7 اجتماع الثوار على عثمان 44
8 دعوة عبد الله بن سبأ 48
9 مشاورات عثمان مع ولاته 50
10 المواجهة الأولى سنة 34 ه‍ 54
11 خروج الثوار إلى المدينة عام 35 ه‍ 57
12 ما قاله علي وطلحة والزبير للثوار وتظاهر بالعودة 59
13 مباغتة المدينة 60
14 كتابة عثمان إلى الأمصار 61
15 آخر خطبة لعثمان 64
16 الحصار 65
17 مقتل عثمان 72
18 بعض سير عثمان بن عفان 75
19 آراء متفرقة في تحليل الفتنة 76
20 دفن عثمان 84
21 ولاة الأمصار عند وفاته عثمان 85
22 بعض خطب عثمان 86
23 خلافة علي بن أبي طالب 89
24 الدولة بلا خليفة 91
25 المبايعة لعلي 93
26 مبايعة طلحة والزبير 94
27 أول خطبة لعلي 95
28 مطالب طلحة والزبير 97
29 أخبار عمال علي 99
30 كتابة علي إلى أبي موسى ومعاوية 101
31 وقعة الجمل 105
32 استئذان طلحة والزبير عليا في العمرة 107
33 استنفار أهل المدينة 108
34 وصول الخبر إلى عائشة 111
35 توجه عائشة إلى المدينة وعودتها 112
36 توجه عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة 116
37 موقف عبد الله بن عمر 118
38 خروج علي إلى الربذة يريد البصرة 118
39 الموقف في البصرة 121
40 قتال عائشة وعثمان بن حنيف 126
41 الاتفاق على وقف القتال بين عثمان بن حنيف وعائشة 127
42 عودة القتال وإنتصار عائشة 129
43 مسير علي بن أبي طالب إلى البصرة 134
44 موقف أبي موسى الأشعري 138
45 نزول أمير المؤمنين علي ذا قار 143
46 مساعي الإصلاح 144
47 رؤوس الفتنة يحبطون مساعي الإصلاح 147
48 المعركة 155
49 صفة القتال يوم الجمل 172
50 انزال هودج عائشة 172
51 مقتل الزبير بن العوام 174
52 من انهزم يوم الجمل فاختفى ومضى في البلاد 175
53 دفن القتلى وتوجع علي عليهم 178
54 عدد قتل الجمل 179
55 دخول علي على عائشة ومعاقبته من أساء إليها 179
56 بيعة أهل البصرة عليا وقسمه ما في بيت المال عليهم 181
57 سيرة علي فيمن قاتل يوم الجمل 181
58 خروج عائشة من البصرة إلى مكة 182
59 كتابة علي إلى عاملة بالكوفة 182
60 تجهيز علي عائشة وإرسالها إلى المدينة 183