على يديه خلائق وتضرر به خلائق بإقامته الحق فيهم من الكفار ونحوهم قال القاضي قيل لا يحبط أجر هجرة المهاجر بقاؤه بمكة وموته بها إذا كان لضرورة وإنما كان يحبطه ما كان بالاختيار قال وقال قوم موت المهاجر بمكة محبط هجرته كيفما ما كان قال وقيل لم تفرض الهجرة إلا على أهل مكة خاصة قوله (صلى الله عليه وسلم) (اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم) قال القاضي استدل به بعضهم على أن بقاء المهاجر بمكة كيف كان قادح في هجرته قال ولا دليل فيه عندي لأنه يحتمل أنه دعا لهم دعاء عاما ومعنى امض لأصحابي هجرتهم أي أتممها ولا تبطلها ولا تردهم على أعقابهم بترك هجرتهم ورجوعهم عن مستقيم حالهم المرضية قوله (صلى الله عليه وسلم) (لكن البائس سعد بن خولة) البائس هو الذي عليه أثر البؤس وهو الفقر والقلة قوله (يرثي له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن مات بمكة) قال العلماء هذا من كلام الراوي وليس هو من كلام النبي (صلى الله عليه وسلم) بل انتهى كلامه (صلى الله عليه وسلم) بقوله لكن البائس سعد بن خولة فقال الراوي تفسير المعنى هذا الكلأ أنه يرثيه النبي (صلى الله عليه وسلم) ويتوجع له ويرق عليه لكونه مات بمكة واختلفوا في قائل هذا الكلام من هو فقيل هو سعد بن أبي وقاص وقد جاء مفسرا في بعض الروايات قال القاضي وأكثر ما جاء أنه من كلام الزهري قال واختلفوا في قصة سعد بن خولة فقيل لم يهاجر من مكة حتى مات بها قال عيسى بن دينار وغيره وذكر البخاري أنه هاجر وشهد بدرا ثم انصرف إلى مكة ومات بها وقال ابن هشام انه هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية وشهد بدار وغيرها وتوفي بمكة في حجة الوداع سنة عشر وقيل توفي بها ستة سبع في الهدنة خرج مجتازا من المدينة فعلى هذا
(٧٩)