به إياه قال فضن الرجل بأبيه ونفذت القضية فلما فرغا من الكتاب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في الحرم وهو مضطرب في الحل قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس انحروا واحلقوا قال فما قام أحد قال ثم عاد بمثلها فما قام رجل حتى عاد بمثلها فما قام رجل فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أم سلمة فقال يا أم سلمة ما شأن الناس قالت يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت فلا تكلمن منهم انسانا واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق فقام الناس ينحرون ويحلقون قال حتى إذا كان بين مكة والمدينة في وسط الطريق فنزلت سورة الفتح حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وهب ابن جرير ثنا أبي قال سمعت النعمان يحدث عن الزهري عن علي بن حسين عن المسور بن مخرمة ان عليا خطب ابنة أبى جهل فوعد بالنكاح فأتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن قومك يتحدثون انك لا تغضب لبناتك وان عليا قد خطب ابنة أبى جهل فقام النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال إنما فاطمة بضعة منى وانى أكره أن تفتنوها وذكر أبا العاص بن الربيع فأكثر عليه الثناء وقال لا يجمع بين ابنة نبي الله وبنت عدو الله فرفض على ذلك حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبى جهل وعنده فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له ان قومك يتحدثون انك لا تغضب لبناتك وهذا على ناكح ابنة أبى جهل قال المسور فقام النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد ثم قال أما بعد فانى أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني فصدقني وان فاطمة بنت محمد بضعة منى وأنا أكره أن يفتنوها وانها والله لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله عند رجل واحد أبدا قال فترك على الخطبة حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب يعنى ابن إبراهيم ثنا أبي عن الوليد بن كثير حدثني محمد بن عمرو حدثني ابن حلحلة الدؤلي أن ابن شهاب حدثه أن علي بن الحسين حدثه أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي لقيه المسور بن مخرمة فقال هل لك إلى من حاجة تأمرني بها قال فقلت له لا قال له هل أنت معطى سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فانى أخاف أن يغلبك القوم عليه وأيم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه ابدا حتى تبلغ نفسي ان علي بن أبي طالب خطب ابنة أبى جهل على فاطمة فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم فقال إن فاطمة بضعة منى وأنا أتخوف أن تفتن في دينها قال ثم ذكر صهرا له من بنى عبد شمس فاثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن قال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وانى لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله مكانا واحدا ابدا حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال وزعم عروة بن الزبير أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوا أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معي من ترون وأحب الحديث إلى أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين اما السبي واما المال وقد كنت استأنيت بكم وكان أنظرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم الا إحدى
(٣٢٦)