رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انى رجل ضرير البصر وبيني وبينك هذا الوادي والظلمة وسألته ان يأتي فيصلى في بيتي فاتخذ مصلاه مصلى فوعدني ان يفعل فجاء هو وأبو بكر وعمر فتسامعت به الأنصار فاتوه وتخلف رجل منهم يقال له مالك بن الدخشن وكان يزن بالنفاق فاحتبسوا على طعام فتذاكروا بينهم فقالوا ما تخلف عنا وقد علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زارنا الا لنفاقه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى فلما انصرف قال ويحه أما شهد أن لا إله إلا الله بها مخلصا فان الله عز وجل حرم النار على من شهد بها قال حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن معمر بن الزهري عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك أنه قال يا رسول الله ان السيول تحول بيني وبين مسجد قومي فأحب أن تأتيني فتصلى في مكان في بيتي اتخذه مسجدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سنفعل قال فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا على أبى بكر فاستتبعه فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أين تريد فأشرت له إلى ناحية من البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصففنا خلفه فصلى بنا ركعتين وحبسناه على خزير صنعناه فسمع أهل الدار يعنى أهل القرية فجعلوا يثوبون فامتلاء البيت فقال رجل من القوم أين مالك بن الدخشم فقال رجل ذاك من المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوله يقول لا إله إلا الله يبتغى بها وجه الله قال أما نحن فنرى وجهه وحديثه إلى المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوله يقول لا إله إلا الله يبتغى بذلك وجه الله فقال رجل من القوم بلى يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن وافى عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغى بذلك وجه الله الا حرم على النار فقال محمود فحدثت بذلك قوما فيهم أبو أيوب قال ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا فقلت لئن رجعت وعتبان حي لأسألنه فقدمت وهو أعمى وهو امام قومه فسألته فحدثني كما حدثني أول مرة وكان عتبان بدريا قال حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قال ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت انى قد أنكرت بصرى فذكر معناة الا أنه قال مالك بن الدخشن وربما قال الدخيشن وقال حرم على النار ولم يقل كان بدريا قال حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين بن محمد قال ثنا جرير يعنى ابن حازم عن علي بن زيد بن جدعان قال حدثني أبو بكر بن أنس بن مالك قال قدم أبى من الشام وافدا وأنا معه فلقينا محمود بن الربيع فحدث أبى حديثا عن عتبان بن مالك قال أبى أي بنى احفظ هذا الحديث فإنه من كنوز الحديث فلما قفلنا انصرفنا إلى المدينة فسألنا عنه فإذا هو حي وإذا شيخ أعمى قال فسألناه عن الحديث فقال نعم ذهب بصرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ذهب بصرى ولا أستطيع الصلاة خلفك فلو بوأت في دارى مسجد فصليت فيه فاتخذه مصلى قال نعم فانى غاد عليك غدا قال فلما صلى من الغد التفت إليه فقال حتى أتاه فقال يا عتبان أين تحب أن أبوي الك فوصف له مكانا فبوأ له وصلى فيه ثم حبس أو جلس وبلغ من حولنا من الأنصار فجاؤوا حتى ملئت علينا الدار فذكروا المنافقين وما يلقون من أذاهم وشرهم حتى صيروا أمرهم إلى رجل منهم يقال له مالك بن الدخشم وقالوا من حاله ومن حاله ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت فلما أكثروا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس يشهد أن لا إله إلا الله فلما كان في الثالثة قالوا إنه ليقوله قال والذي بعثني بالحق لئن قالها صادقا من قلبه لا تأكله النار أبدا قالوا فما فرحوا بشئ قط كفرحهم بما قال * (بقية حديث أبي بردة بن نيار رضى الله تعالى عنه) *
(٤٤)