فهي تتردد في التقصير عن مجاوزة ما حددت لها، إذ ليس لها أن تتجاوز ما أمرتها، فهي بالاقتدار على ما مكنتها تحمدك بما أنهيت إليها، والألسن منبسطة بما تملي عليها، ولك على كل من استعبدت من خلقك أن لا يملوا من حمدك، وان قصرت المحامد عن شكرك، بما أسديت إليها من نعمك، فحمدك بمبلغ طاقة جهدهم الحامدون، واعتصم برجاء عفوك المقصرون، وأوجس بالربوبية لك الخائفون، وقصد بالرغبة إليك الطالبون، وانتسب إلى فضلك المحسنون، وكل يتفيؤ في ظلال تأميل عفوك، ويتضال بالذل لخوفك (2)، ويعترف بالتقصير في شكرك، فلم يمنعك صدوف من صدف عن طاعتك، ولا عكوف من عكف على معصيتك، أن أسبغت عليهم النعم، وأجزلت لهم القسم، وصرفت عنهم النقم، وخوفتهم عواقب الندم، وضاعفت لمن أحسن، وأوجبت على المحسنين شكر توفيقك للاحسان، وعلى المسي شكر تعطفك بالامتنان، ووعدت محسنهم الزيادة في
(٢٢٥)