ضاد النور بالظلمة، والصرد بالحرور (33) مؤلفا بين متعادياتها، مقاربا بين متبائناتها، دالة بتفريقها على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها، جعلها سبحانه دلائل على ربوبيته، وشواهد على غيبته، ونواطق عن حكمته، إذ ينطق تكونهن على حدثهن، ويخبرن بوجودهن عن عدمهن، وينبئن بتنقلهن عن زوالهن، ويعلن بأفولهن أن لا أفول لخالقهن. وذلك قوله جل ثناؤه: (ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) (34).
ففرق بين هاتين: قبل وبعد، ليعلم أن لاقبل [له]