نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ١ - الصفحة ٤٨٦
قبضه [كنت] أولى الناس مني بقميصي هذا!! وقد كان من نبي الله صلى الله عليه وآله إلي عهدا لو خزمتموني بأنفي لأقررت سمعا لله وطاعة (1) وإن أول ما انتقضاه إبطال حقنا في الخمس (2) فلما رق أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا (3).
وقد كان لي على الناس حق لو ردوه إلي عفوا قبلته وقمت به، وكنت كرجل له على الناس حق إلى أجل، فإن عجلوا له ماله أخذه وحمدهم عليه، وإن أخروه أخذه

(١) يقال: " خزم البعير خزما - من باب ضرب - وخزمه - من باب فعل - تخزيما ":
جعل في أنفه وجانب منخره الخزام، أو الخزامة، وهي حلقة يشد فيها الزمام. ويقال: خزم أنف فلان " و " جعل في أنفه الخزامة: أذله وسخره. والعهد الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهده إليه هو انه إن اجتمع المسلمون عليك بعدي وانقادوا لما بلغتهم من إمامتك وخلافتك فقم بالامر، وإن نازعوك الخلافة ولم يلتفتوا إلى ما أوصيتهم به فقم في بيتك ولا تنازع القوم فإن الناس حديثوا عهد بالاسلام ومتى ما نازعتهم يرتدون على أدبارهم.
(٢) لعل أولية أبطال الخمس لما له من الأثر الكبير في تقاعد الناس عنهم وعدم إقبالهم إليهم وإلا أبطلوا حقهم في فدك قبل إبطال الخمس. أو يقال:: إن فدكا كان خاصة لفاطمة صلوات الله عليها بلغة لأبنائها - على ما هو المستفاد من الاخبار - ولم يكن لولي الأمر أو لبني هاشم عموما، فإذا إبطال حقهم في الخمس يكون أولا.
(3) رعيان - كعريان -: جمع الراعي وهو من يرعى المواشي ويحفظها عند تسريحها في مواضع الكلاء ومنبت العلف ومأكولاتها. ويجمع الراعي أيضا على الرعاة - كدعاة - ورعاء - كرماح - ورعاء - كدعاء -. والبهم والبهام - كفلس وفرس عصام -: أولاد البقر والمعز والضأن، والواحد: " البهمة والبهمة " بفتح الباء فيهما، وسكون الهاء في الأول، وتحريكه في الثاني.
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»
الفهرست