وضنكه وظلمته وغربته إن القبر يقول كل يوم: أنا بيت الغربة أنا بيت التراب أنا بيت الوحشة أنا بيت الدود والهوام والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران، إن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الأرض: مرحبا وأهلا قد كنت ممن أحب أن تمشي على ظهري فإذا وليتك فستعلم كيف صنيعي بك، فيتسع له مد البصر، وان الكافر إذا دفن قالت له الأرض: لا مرحبا بك ولا أهلا لقد كنت من أبغض من يمشي على ظهري فإذا وليتك فستعلم كيف صنيعي بك، فتضمه حتى تلتقي أضلاعه، وان المعيشة الضنك التي حذر الله منها عدوه عذاب القبر انه يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعين تنينا فينهشن لحمه ويكسرن عظمه يترددن عليه كذلك إلى يوم يبعث لو ان تنينا منها تنفخ في الأرض لم تنبت زرعا أبدا... الحديث (1).
[12142] 16 - المفيد، عن محمد بن محمد بن طاهر، عن ابن عقدة، عن أحمد بن يوسف، عن الحسين بن محمد، عن أبيه، عن آدم بن عيينة بن أبي عمران الهلالي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كم من صبر ساعة قد أورثت فرحا طويلا وكم من لذة ساعة قد أورثت حزنا طويلا (2).
[12143] 17 - الطوسي، عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن الحسن بن القاسم، عن ثبير بن إبراهيم، عن سليم بن بلال المدني، عن الرضا (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام): إن إبليس كان يأتي الأنبياء من لدن آدم (عليه السلام) إلى أن بعث الله المسيح (عليه السلام) يتحدث عندهم ويسائلهم ولم يكن بأحد منهم أشد أنسا منه بيحيى بن زكريا (عليه السلام) فقال له يحيى: يا أبا مرة إن لي إليك حاجة، فقال له: أنت أعظم قدرا من أن أردك بمسألة فسلني ما شئت فإني غير مخالفك في أمر تريده، فقال يحيى:
يا أبا مرة أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم، فقال له