من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله، إن معرفة الله عزوجل آنس من كل وحشة وصاحب من كل وحدة ونور من كل ظلمة وقوة من كل ضعف وشفاء من كل سقم ثم قال (عليه السلام): وقد كان قبلكم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها فما يردهم عما هم عليه شيء مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا أذى بل ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد فاسألوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم (1).
[12136] 10 - الصدوق، عن المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبي محمد العسكري (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: دخل موسى بن جعفر (عليه السلام) على رجل قد غرق في سكرات الموت وهو لا يجيب داعيا فقالوا له: يا ابن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف الموت وكيف حال صاحبنا؟ فقال: الموت هو المصفاة تصفي المؤمنين من ذنوبهم فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر وزر بقي عليهم وتصفي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذة أو راحة تلحقهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم، وأما صاحبكم هذا فقد نخل من الذنوب نخلا وصفي من الآثام تصفية وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد (2).
[12137] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن هاشم، عن ابن أبي نجران، عن ابن أبي حميد، عن ابن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كل بكرة يطوف في أسواق الكوفة سوقا سوقا ومعه الدرة على عاتقه وكان لها طرفان وكانت تسمى السبيبة فيقف على سوق سوق فينادي: يا معشر التجار قدموا الاستخارة وتبركوا بالسهولة واقتربوا من المبتاعين وتزينوا بالحلم وتناهوا عن الكذب واليمين وتجافوا عن الظلم وانصفوا المظلومين ولا تقربوا الربا وأوفوا الكيل