عذاب الله من شئ قالوا لو هدينا الله لهديناكم) (١) أفتدرون الاستكبار ما هو؟ هو ترك الطاعة لمن أمر الله بطاعته والترفع عمن ندبوا إلى متابعته
والقرآن ينطق من هذا عن كثير، إن تدبره متدبر زجره ووعظه واعلموا أيها المؤمنون أن الله عز وجل قال:
﴿أن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص﴾ (2) أتدرون ما
سبيل الله ومن سبيله ومن صراط الله ومن طريقه؟ أنا صراط الله الذي من لم يسلكه بطاعة الله فيه هوى به إلى النار، وأنا سبيله الذي نصبني للاتباع بعد
نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنا قسيم النار، أنا
حجة الله على الفجار، أنا نور الأنوار فانتبهوا من رقدة
الغفلة وبادروا بالعمل قبل حلول الأجل وسابقوا إلى مغفرة من ربكم قبل أن
يضرب بالسور بباطن الرحمة وظاهر
العذاب فتنادون فلا يسمع نداؤكم وتضجون فلا يحفل بضجيجكم وقبل أن تستغيثوا فلا تغاثوا، سارعوا إلى الطاعات قبل فوت الأوقات فكان قد جاءكم هادم اللذات فلا مناص بخات ولا محيص تخليص عودوا رحمكم الله عز وجل بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم والبر بإخوانكم
والشكر لله عز وجل على ما منحكم واجمعوا يجمع الله شملكم وتباروا يصل الله ألفتكم وتهانوا نعمة الله كما هنأكم الله بالصواب فيه على أضعاف الأعياد قبله وبعده إلا في مثله، والبر فيه يثمر المال ويزيد في العمر والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه وهبوا لإخوانكم وعيالكم من فضله بالجهد من جودكم وبما تناله القدرة من استطاعتكم وأظهروا البشرى فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم، والحمد لله على ما منحكم وعودوا بالمزيد من الخير على أهل التأميل لكم وساووا بكم ضعفاءكم ومن ملككم وما تناله القدرة من استطاعتكم على حسب إمكانكم فالدرهم فيه بمأتي ألف درهم والمزيد من الله عز وجل وصوم هذا اليوم مما ندب الله إليه وجعل العظيم كفالة عنه حتى لو تعبد له عبد من العبيد في الشيبة من