نفسك الغرور ولا تأمنها على حال من البلاء واعلم أنك إن لم تزع نفسك عن كثير مما تحب مخافة مكروهه سمت بك الأهواء إلى كثير من الضر حتى تطعن، فكن لنفسك مانعا وازعا عن الظلم والغي والبغي والعدوان قد وليتك هذا الجند فلا تستذلنهم ولا تستطل عليهم فإن خيركم أتقاكم تعلم من عالمهم وعلم جاهلهم واحلم عن سفيههم فإنك إنما تدرك الخير بالعلم وكف الأذى والجهل، ثم أردفه (عليه السلام) بكتاب يوصيه فيه ويحذره وهذا نصه:
اعلم ان مقدمة القوم عيونهم وعيون المقدمة طلائعهم فإذا أنت خرجت من بلادك ودنوت من عدوك فلا تسأم من توجيه الطلائع في كل ناحية وفي بعض الشعاب والشجر والخمر وفي كل جانب حتى لا يغتركم عدوكم ويكون لكم كمين ولا تسير الكتايب والقبائل من لدن الصباح إلى المساء إلا على تعبئة فإن دهمكم أمر أو غشيكم مكروه كنتم قد تقدمتم في التعبئة وإذا نزلتم بعدو نزل بكم فليكن معسكركم في إقبال الشراف أو في سفاح الجبال وأثناء الأنهار كي ما تكون لكم رداء ودونكم مردا ولتكن مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين واجعلوا رقباء في صياصي الجبال وبأعلى الشراف وبمناكب الأنهار يرتوون لكم لئلا يأتيكم عدو من مكان مخافة أو امن وإذا نزلتم فانزلوا جميعا وإذا رحلتم فارحلوا جميعا وإذا غشيكم الليل فنزلتم فحفوا عسكركم بالرماح والترسة واجعلوا رماتكم يلون ترستكم كيلا تصاب لكم غرة ولا تلقى لكم غفلة واحرس عسكرك بنفسك وإياك أن ترقد إلى أن تصبح إلا غرارا أو مضمضة ثم ليكن ذلك شأنك ودأبك حتى تنتهي إلى عدوك وعليك بالتؤدة في حربك وإياك والعجلة إلا أن تمكنك فرصة وإياك أن تقاتل إلا أن يبدؤك أو يأتيك أمري والسلام عليك ورحمة الله (1).
[9819] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل