حوله رملا، فإنه كان سائلا فزمته بما جعلته حوله، فلذلك سميت زمزم، الحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
زمته: أي شدته وحجزته بما جعلت حوله من الرمل.
[5414] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: ومن كتاب له (عليه السلام) إلى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه امارتها: أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) نذيرا للعالمين ومهيمنا على المرسلين فلما مضى (عليه السلام) تنازع المسلمون الأمر من بعده فوالله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر على بالي ان العرب تزعج هذا الأمر من بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أهل بيته ولا أنهم منحوه عني من بعده فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه فأمسكت بيدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الاسلام يدعون إلى محق دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله ان أرى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل يزول منه ما كان كما يزول السراب أو كما يتقشع السحاب فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق واطمأن الدين وتنهنه ومنه انى والله لو لقيتهم واحدا وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت واني من ضلالهم الذي هم فيه والهدى الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي ويقين من ربي واني إلى لقاء الله لمشتاق ولحسن ثوابه لمنتظر راج ولكني آسى أن يلي هذه الأمة سفهاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولا وعباده خولا والصالحين حربا والفاسقين حزبا فإن منهم الذي شرب فيكم الحرام وجلد حدا في الاسلام وان منهم من لم يسلم حتى رضخت له على الإسلام الرضائخ فلولا ذلك ما أكثرت تاليبكم وجمعكم وتحريضكم ولتركتكم إذ أبيتم وونيتم ألا ترون إلى أطرافكم قد انتقضت وإلى أمصاركم قد افتتحت وإلى ممالككم تزوى وإلى بلادكم تغزى