يا سيدي في ليلتنا هذه؟ قال نعم فقمت إلى الجارية فقلبتها ظهرا لبطن فلم أر بها حملا فقلت يا سيدي ليس بها حمل فتبسم ضاحكا وقال يا عمتاه إنا معاشر الأوصياء ليس يحمل لنا في البطون ولكنا نحمل في الجنوب فلما جن الليل صرت إليه فأخذ أبو محمد محرابه فأخذت محرابها فلم يزالا يحييان الليل وعجزت عن ذلك فكنت مرة أنام ومرة أصلي إلى آخر الليل فسمعتها آخر الليل لما انفتلت من الوتر مسلمة صاحت يا جارية الطست فجاءت بالطست فقدمته إليها فوضعت صبيا كأنه فلقة قمر على ذراعه الأيمن مكتوب جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وناغاه ساعة حتى استهل وعطس وذكر الأوصياء قبله حتى بلغ إلى نفسه ودعا لأوليائه على يده بالفرج ثم وقعت ظلمة بيني وبين أبي محمد فلم أره فقلت يا سيدي أين الكريم على الله قال أخذه من هو أحق به منك فقمت وانصرفت إلى منزلي فلم أره وبعد أربعين يوما دخلت دار أبي محمد فإذا أنا بصبي يدرج في الدار فلم أر وجها أحسن من وجهه ولا لغة أفصح من لغته ولا نغمة أطيب من نغمته فقلت يا سيدي من هذا الصبي ما رأيت أصبح وجها ولا أفصح لغة منه ولا أطيب نغمة منه قال هذا المولود الكريم على الله قلت يا سيدي وله أربعون يوما وأنا لا أرى من أمره هذا قالت فتبسم ضاحكا وقال يا عمتاه أما علمت أنا معشر الأوصياء ننشأ في الشهر ما ينشأ غيرنا في السنة فقمت فقبلت رأسه وانصرفت إلى منزلي ثم عدت فلم أره فقلت يا سيدي يا أبا محمد لست أرى المولود الكريم على الله قال استودعناه من استودعته أم موسى وانصرفت وما كنت أراه إلا كل أربعين يوما.
وكان الليلة التي ولد فيها ليلة جمعة لثمان ليال خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين من الهجرة ويروى ليلة الجمعة النصف من شعبان سنة سبع.] *: حلية الأبرار: ج 2 ص 534 ب 6 - كما في دلائل الإمامة بتفاوت يسير، عن أبي جعفر