واعلم أن الناس في سخط الله عز وجل (وإنما يمهلهم لأمر يراد بهم، فكن مترقبا!
واجتهد ليراك الله عز وجل) في خلاف ما هم عليه، فان نزل بهم العذاب وكنت فيهم، عجلت إلى رحمة الله وإن أخرت ابتلوا وكنت قد خرجت مما هم فيه، من الجرءة على الله عز وجل. واعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين وأن رحمة الله قريب من المحسنين.
بيان: قوله (عليه السلام): رأيت الرجال يتسمنون أي يستعملون الأغذية والأدوية للسمن ليعمل بهم القبيح، قال الجزري فيه يكون في آخر الزمان قوم يتسمنون أي يتكثرون بما ليس فيهم، ويدعون ما ليس لهم، من الشرف، وقيل: أراد جمعهم الأموال وقيل: يحبون التوسع في المآكل والمشارب وهي أسباب السمن، ومنه الحديث الاخر: ويظهر فيهم السمن، وفيه: ويل للمسمنات يوم القيامة من فترة في العظام أي اللاتي يستعملن السمنة وهي دواء يتسمن به النساء.
قوله (عليه السلام) (ورأيت الميت) لعل بيع الأكفان بيان للايذاء أي يخرج من قبره لكفنه، ويحتمل أن يكون المراد أنه يخرجه من عليه دين فيضربه ويحرقه ويبيع كفنه لدينه (*).
(13) - الكافي: عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة والسفياني، والخسف، وقتل النفس الزكية، واليماني فقلت: جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أخرج معه؟
قال: لا. فلما كان من الغد تلوت هذه الآية (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) فقلت له: أهي الصيحة؟ فقال: أما لو كانت خضعت