العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان قال قلت: فالذي كان في معاوية؟
قال: تلك النكراء وتلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل، وليست بعقل.
(4) - تحف العقول: قال النبي (صلى الله عليه وآله) في جواب شمعون بن لاوي بن يهودا من حواريي عيسى [إلى أن قال:] فقال شمعون: لقد شفيتني وبصرتني من عماي، فعلمني طرائق أهتدي بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا شمعون إن لك أعداء يطلبونك ويقاتلونك ليسلبوا دينك، من الجن والأنس، فأما الذين من الأنس: فقوم لأخلاق لهم في الآخرة ولا رغبة لهم فيما عند الله، إنما همهم تعيير الناس بأعمالهم، لا يعيرون أنفسهم، ولا يحاذرون أعمالهم، إن رأوك صالحا حسدوك وقالوا: مراء، وإن رأوك فاسدا قالوا: لاخير فيه. وأما أعدائك من الجن: فإبليس وجنوده، فإذا أتاك فقال:
مات ابنك فقل إنما خلق الأحياء ليموتوا، وتدخل بضعة مني الجنة إنه ليسري، فإذا أتاك وقال: قد ذهب مالك فقل: الحمد لله الذي أعطى وأخذ، وأذهب عني الزكاة فلا زكاة علي. وإذا أتاك وقال لك: الناس يظلمونك وأنت لا تظلم، فقل إنما السبيل يوم القيامة على الذين يظلمون الناس وما على المحسنين من سبيل. وإذا أتاك وقال لك: ما أكثر إحسانك!؟ يريد أن يدخلك العجب، فقل: إساءتي أكثر من إحساني.
وإذا أتاك فقال لك: ما أكثر صلاتك!؟ فقل: غفلتي أكثر من صلاتي. وإذا قال لك: كم تعطي الناس؟ فقل: ما آخذ أكثر مما أعطي. وإذا قال لك: ما أكثر من يظلمك!؟ فقل:
من ظلمته أكثر. وإذا أتاك فقال لك: كم تعمل؟ فقل طال ما عصيت.
إن الله تبارك وتعالى لما خلق السفلى فخرت وزخرت وقالت: أي شئ يغلبني؟ فخلق الأرض فسطحها على ظهرها فذلت، ثم إن الأرض فخرت وقالت:
أي شئ يغلبني؟ فخلق الله الجبال فأثبتها على ظهرها أوتادا من أن تميد بها عليها فذلت الأرض واستقرت ثم إن الجبال فخرت على الأرض فشمخت واستطالت وقالت أي شئ يغلبني؟ فخلق الحديد فقطعها فذلت، ثم إن الحديد فخر على