بالمسلمين سكرانا ويثبت جرمه، وإذا بالمسلمين يهرعون إليه ويفزعون من كل حدب وصوب، وإذا به لا يرضى ويزيد ظلما ويخون المسلمين ويحادد الله والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عملا، وينفي ويهين ويضرب أقرب الصحابة ويغصب ويقتل، وإذا بمعاوية وعمرو بن العاص تصل بها تبعات عمر إلى حرب خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنص وأمير المؤمنين بالإجماع، ثم يستولي على الحكم فيفعل ما يشاء بأموال المسلمين، ورقاب المسلمين فيسلب ويغتصب ويقهر ويقتل صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته ويبتدع سب خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد كل صلاة وفي كل عيد، وإذا به وبخلفائه من بعده يسخرون من أحكام الله وحدوده وسنن رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإذا الظلم والتعدي والجور والقتل والغارة والهدم واستباحة مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيت الله الحرام وأعراض المسلمين، وإذا بهم يبدلون الحقائق ويزيفون ويغيرون ويضعون مئات الألوف من الأحاديث والروايات الكاذبة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لآل أمية ولأبي بكر وعمر وعثمان وشيعتهم، وينسبون لهم الفضائل والكرامات ويضعون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذريته وأخيه (عليه السلام) وخليفته بما يشوه سمعتهم وفضائلهم.
ولا زال التعصب الأعمى والجهل المطبق يعم العوام، أما العلماء والكتاب فهم يعرفون ذلك ولكن غلبت عليهم القوة وأعمت بصيرتهم وتغلب عليهم الباطل واتبعوا كل شيطان مريد، ولو صغوا لنداء الحق واستغاثة المظلومين، ولو أنهم استمعوا القول فاتبعوا أحسنه، لهداهم الله إلى الصراط المستقيم، وعجبا منهم وهم يدعون الإسلام ويعلمون أن رسولهم (صلى الله عليه وآله وسلم) خير الرسل وذريته خير الذراري ووصيه علي (عليه السلام) خير الأوصياء، ذلك الذي قام الإسلام بسيفه، ذلك الفاتح المنصور في كل حرب، مفخرة الإسلام ومعجزته في الحرب والسلم، الذي نزلت فيه الآيات البينات، وفاضت فضائله وكراماته، ذلك الذي - على حد قول أفلاطون - لأصالته،