السقيفة أم الفتن - الدكتور الخليلي - الصفحة ٢٧
الهوة السحيقة وإلى المفاسد، وأشادوا شريعة ومنهجا يقوده إلى السعادة والسلام.
واعتقد سقراط، أن اجتماع الجماهير من الرعاع يزيدهم تدهورا وفسادا، ويصبح ذلك بلاء إذا استثار أحدهم بقدرته الخطابية هياج الجماهير، ومثله بالطبل الفارغ، وحدد المستبد، بقوله واصفا إياه أنه ذلك الفرد الذي يعمل في يقظته، كل ما يعمله بوحي غرائزه في نومه.
.. ذلك نظر سقراط الذي حكمت الدولة عليه حنقا بالموت، فأوحى ذلك لتلميذه أفلاطون هذه النوازع والمثارات لوضع جمهوريته التي بحث فيها ما وراء الطبيعة والآداب والفلسفة، كما بحث عن أنواع الدولة، فتكلم عن الأرستقراطية واعتبرها أرقاها، كما بحث عن الديمقراطية والدكتاتورية وعن الشيوعية ومبادئ الاشتراكية واليوجينية وعلم النفس.
أفلاطون ولد أفلاطون سنة 427 قبل الميلاد من أبوين أرستقراطيين، لهذا نجده أرستقراطي الشرب رغم تأثره بالمحيط وبمجتمعه وتربيته وتعليمه. فجمهوريته جمهورية أرستقراطية. دمع أنه ينتقد الشعر والكهنوت والأساطير، فهو شاعر، وقد اضطر لحفظ جمهوريته من الانقلابات أن يستحل درج الأساطير التي تحفظ العامة من الشقاق والانتفاضة على حكومته الجمهورية الأرستقراطية، ونعثر في جمهوريته على الشيوعية والاشتراكية والتعليم الحر والتحليل النفسي، وما قاله روسو بالعود إلى الطبيعة وما أورده نيتشه وبعض الكتاب في الأدب والأرستقراطية، وبرغسن في التعليم الحر والدافع الحيوي وغيرهم. حتى قال أمرسن أن أفلاطون هو الفلسفة، والفلسفة هي أفلاطون، فأحرقوا الكتب فكلها من هذا الكتاب.
وتتألف جهوريته من عشرة كتب في خمسة أقسام:
(٢٧)
مفاتيح البحث: النوم (1)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست