السقيفة أم الفتن - الدكتور الخليلي - الصفحة ٩٦
وحبيبه ومقر علمه، وإمامهم وأميرهم وهاديهم من بعده، وكم حذرهم من التخلف عنه بالضلال، وأنه مقياس المؤمن والمنافق والمسلم والكافر.
وإذا بهم عصبة من الرجال، يتقدمهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة، وسالم مولى أبي حذيفة، ومن النساء عائشة وحفصة، يترقبون الفرص ويتحينون الظروف داخل وخارج بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد برهن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كرارا ومرارا على تخلفهم وفرارهم في أشد الوقائع والحروب وأن لا خير فيهم، وأنهم في السلم ذوو ألسنة حداد، ألا تكفينا بدر وأحد والأحزاب والحديبية وخيبر وحنين، وفرارهم ولواذهم مرة بالعريش وأخرى بالجبال وثالثة بإرجاع جميع الجيش في خيبر، وفي كل مرة كان علي (عليه السلام) هو العاصم والمنقذ، حيث تراهم في صلح الحديبية وعمر قام وقد أزبدت شد قاه وأعلن بأنهم يريدون الحرب وأن المصالحة ذلة لهم، وبدأ يعترض على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويشك برسالته، فأذن لهم بالحرب بعد أن بين لهم ضعفهم، فإذا بهم جميعا يدبرون والأعداء وراءهم يتعقبونهم ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يشاهد ذلك فيقول لعلي (عليه السلام) رد القوم، فسل علي (عليه السلام) حسامه حتى إذا ما أبصره المشركون عادوا، ويوم الخندق وقد برز إليهم عمر وبن ود العامري بعد أن عبر
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 96 97 98 100 101 102 ... » »»
الفهرست