السقيفة أم الفتن - الدكتور الخليلي - الصفحة ١٠٦
بين المسلمين كحرب الجمل وصفين والنهروان والحروب الطواحن الأخرى داخل الأمة الإسلامية؟ هل كانت تحدث المجازر في زمن معاوية من قتل الصحابة وذبح أبناء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وشيعتهم وسب علي وآل البيت (عليهم السلام)؟ إذا لم يغتصب حق علي وآل البيت: أكان يجد معاوية ويزيد من بعده الفرصة السانحة للاتكاء على منبر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى أريكة الحكم ثم الفتك بآل بيت الرسالة (عليهم السلام) وفي كربلاء وقتل عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة البررة، وبالنتيجة حرق خيام آل البيت (عليهم السلام) وسلب وسبي ذراريهم وأراملهم من الكوفة إلى الشام كأنهم خوارج أو مشركون؟.
أكانت تباح على يد يزيد مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقتل الأبرياء وتهتك الأعراض فيها وتهدم الدور؟، أكانت تضرب مكة المكرمة وهي كعبتهم وقبلتهم؟
وبعدها فضائح مروان ابن الحكم طريد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أيجلس على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويصبح خليفته وبعده عبد الملك ابنه وعماله الفساق كالحجاج وغيرهم وفتكهم بالمؤمنين ومحبي آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعده أولاده كالوليد ذلك الفاجر الذي حرق القرآن؟ ألم يكن قيام بني العباس وفتكهم بالعلويين نتيجة لذلك الغصب الأول من أبي بكر وعمر وعثمان؟ ألم تكن هذه التفرقات والمشاكسات والمخالفات وقيام المذاهب المتعددة والفرق المختلفة في الإسلام إلا بسبب سوء إدارة الدولة بعد ذلك الغصب وتلك الفتنة الكبرى؟ حقا ﴿والذي خبث لا يخرج إلا نكدا﴾ (1) حقا أن أول ظالم في الإسلام كان ذلك الذي بذر بذرة الظلم فأعطت نتيجتها متعاقبة على مر الأحقاب، الشقاق والنفاق والظلم والفساد.
ونعود لنقول لو سار القوم على ما كان في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وساروا طبق أوامر الله، واتبعوا حدوده وآياته النازلة في علي (عليه السلام)، واتبعوا من ولاه الله

(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست