وكلاهما حسب آية الولاية لهم حق الولاية. ألم يقل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث المنزلة " علي مني بمنزلة هارون من موسى "؟ " وأن مثل أهلي بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق "؟ ألم يقل " أنا مدينة العلم وعلي بابها "؟ ألم يقل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " أن لحم علي لحمي ودمه دمي "؟ ألم يقل (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الثقلين " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي "؟ ألم يقل " مبغض علي منافق "، وفي أخرى فاسق وفي أخرى كافر؟ - راجع كتابنا الأول والثاني من هذه الموسوعة وأسنادها عن علي (عليه السلام) وعترته -، ألم تنزل الآيات البينات في فضل علي وأهل بيته (عليه السلام) ومنها قوله تعالى ﴿لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى﴾ (١)؟
فمن هم ذوو القربى غير فاطمة والحسن والحسين وأبوهما، راجع التفاسير.
فأي حدود الله، وسنن رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأوامره ونواهيه في علي وأهل بيته (عليه السلام) اتبعوها؟ رغم كل ما مر وكل ما ذكرناه من آيات وأحاديث مسندة ومسلمة في علي (عليه السلام) وأهل بيته، فإذا جعلنا ذلك مقياسا وقاعدة وأنهم قد قاموا واستمروا وماتوا على خلاف ذلك، فما حكمنا عليهم بعد ذلك؟ وقد رأينا نتائج أعمالهم من صدر الإسلام إلى يومنا هذا، وما مر على الأمة الإسلامية من الخلاف والشقاق والنفاق والضعف والخذلان، أليست كلها من مصدر تلك الفتنة؟ أم الفتن التي أسس أساسها على خلاف ما أمر الله ورسوله، وقد قال الله تعالى: ﴿والذي خبث لا يخرج إلا نكدا﴾ (2).
وإني لأتساءل: إذا لم تقم تلك الفتنة ويغصب بها حق علي وذريته، - ذرية (عليه السلام) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - هل كان يؤول الأمر إلى آل أمية وآل معيط وآل مروان الطلقاء والطرداء من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أكان يقتل عثمان؟ وهل كانت تقوم الحروب