السقيفة أم الفتن - الدكتور الخليلي - الصفحة ٣٦
المجتمع البشري.
فإن تعويض قسم من عضو على أثر تلفه بصدمة لا بد أن يسد بأنسجة مشابهة، وبغير ذلك يرفضه العضو، وربما عاد عليه بالفساد، إذ ما للرأس يصلح به الرأس وما للأطراف يسد ويجبر به الأطراف، وإذا حصل غير ذلك فمعناه ارتباك وفساد خاص وعام، بل تدهور وخراب قد لا يمكن بعد حين ترميمه. وهذا عينه يحصل في المجتمع البشري، لذا يلزم تطبيقه ورعايته، وفي الواقع يكفي وضع فرد في غير محله لإيجاد علة تختلف في الدرجة من بسيطة إلى عظيمة وقد تكون فاحشة على المجتمع تكفي لتدميره.
ولقد دلت التجارب الطبية والعمليات الجراحية على صدق هذا القول في عالم الجسم، كما دلت الأوضاع الاجتماعية والعلمية على صحة ذلك أيضا في عالم الاجتماع، وما أكثر الشواهد الطبية والاجتماعية حتى لتجد تدهور وانهيار بل قل موت الجسم لوضع فاسد في أحد أعضائه وتدهور مجتمع وانهياره على أثر وضع عضو في غير محله، وهذا الفساد والتدهور يعود لدرجة أهمية مركز هذا العضو في الجسمين، سيان الإنساني أو المجتمع البشري.
أليست هذه مقارنة صحيحة ومستدلة؟ ألسنا نعترف بهذا؟
ولذا ومن خلال هذه المقارنة لا بد من تطبيق ما تعلمناه من الجسم البشري على الجسم الاجتماعي الإنساني.
أهمية أجهزة البدن ربما إذا فقدت كلية من البدن عشنا بكلية واحدة، أو عين عشنا بعين واحدة وتحملنا هذه الخسارة، ولكن بفقدان القلب لا يمكن مواصلة الحياة، وأعظم منه المخ
(٣٦)
مفاتيح البحث: التصديق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست