فمال عليه الجيش حملة واحد * فبيض وسمر ذبل ونصول ففرقهم حتى تولت جموعهم * كسرب قطاة غار فيه صليل رموه بسهم من سهام كثيرة * فلم يبق إلا من قواه قليل فخر صريعا ظاميا عن جواده * فأضحت ربوع الخصب وهي محول وراح إلى نحو الخيام جواده * خليا من الندب الجواد يجول برزن إليه الطاهرات حواسرا * لهن على المولى الحسين عويل فلهفي وقد جاءت إليه سكينة * تقبل منه النحر وهي تقول : أبي كنت بدرا يرشد الناس نوره * فوافاه في بدر الكمال أفول وكنت منارا للهدى غاله الردى * فلم يبق للدين الحنيف كفيل أبي أنت نور الله أطفئ نوره * ولكن إلى الله الأمور تؤل فيا دوحة المجد الذي عندما ذوت * تصوح نبت العز وهو محيل يعز على الاسلام رزؤك سيدي * وذلك رزؤ في الأنام جليل ووافت إليه زينب وهي حاسر * ودمعتها فوق الخدود تسيل فلاقته من فوق الرمال مرملا * سليب الردى تسفى عليه رمول فقبلت الوجه التريب وأنشدت * ومن حولها للطاهرات عويل : أخي! ضيعت فينا وصايا محمد * وأرداك بغضا للنبي جهول أخي! ظفرت فينا علوج أمية * وسادت علينا أعبد ونغول فلو كان حيا أحمد ووصيه * فأي يد كانت عليك تطول؟
فدافعها الشمر اللعين وقد جثا * بقلب قسى والكفر فيه أصيل وحز وريدا ظاميا دون ورده * فحزت فروع للعلى وأصول وحل عرى الاسلام وانهدم الهدى * وطرف المعالي والفخار كليل وناحت له الأملاك والجن والملا * وكادت له السبع الشداد تميل وزلزلت الأرض البسيط لفقده * ومالت جبال فوقها وسهول ومزقت الدنيا جلابيب عزها * عليه وقلب الكائنات ملول فلهفي له بالطف ملقى ورأسه * سنان به فوق السنان يجول