عدة رسل كل يقول: أجب أمير المؤمنين، فلما وصل إلى البواب قال له: جاء علي بن محمد هنا؟ قال البواب: لا.
فلما دخل على الخليفة قربه وأدناه، وأمر له بكل ما انقطع عن جائزته فلما خرج قال له البواب ويسمى الفتح: قل له: يعلمني الدعاء الذي دعا لك به ثم فيما بعد دخل الرجل على أبي الحسن عليه السلام فلما بصر به قال: هذا وجه الرضا؟
قال: نعم ولكن قالوا إنك ما جئت إليه.
فقال أبو الحسن عليه السلام: إن الله عودنا أن لا نلجأ في المهمات إلا إليه، ولا نسأل سواه فخفت أن أغير فيغير ما بي، فقال: يا سيدي الفتح يقول يعلمني الدعاء الذي دعا لك به، فقال: إن الفتح يوالينا بظاهره دون باطنه، الدعاء لمن دعا به بشرط أن يوالينا أهل البيت، لكن هذا الدعاء كثيرا ما يدعو به عند الحوائج فتقضى وقد سألت الله عز وجل أن يدعو به بعدي أحد عند قبري إلا استجيب له، ثم ذكر الدعاء كما مر (1).
4 - أمالي الطوسي: الفحام قال: حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن بطة وكان لا يدخل المشهد ويزور من وراء الشباك، فقال لي: جئت يوم عاشورا نصف نهار ظهير والشمس تغلي والطريق خال من أحد، وأنا فزع من الدعاة ومن أهل البلد الجفاة إلى أن بلغت الحائط الذي أمضى منه إلى الشباك، فمددت عيني وإذا برجل جالس على الباب ظهره إلى كأنه ينظر في دفتر، فقال لي: إلى أين يا أبا الطيب؟ بصوت يشبه صوت حسين بن علي بن أبي جعفر ابن الرضا، فقلت: هذا حسين قد جاء يزور أخاه. قلت: يا سيدي أمضي أزور من الشباك وأجيئك فأقضي حقك، قال: ولم لا تدخل يا أبا الطيب؟ فقلت له: الدار لها مالك لا أدخلها من غير إذنه.
فقال يا أبا الطيب تكون مولانا رقا وتوالينا حقا ونمنعك تدخل الدار