بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٩ - الصفحة ٢٧٦
وتقدم ذكر ما يظهر من حال كل منهم من الاخبار في أبواب تاريخ الأئمة الأخيار عليهم السلام، فلا نعيده ههنا حذرا من التكرار.
والقاسم بن الكاظم الذي ذكره السيد قبره قريب من الغري ومعروف (1).
(1) لقد سبق أنا ذكرنا في هامش ص 283 ج 48 من البحار (الطبعة الاسلامية) في باب أحوال أولاد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام شيئا من ترجمة القاسم ابن الإمام موسى بن جعفر (ع) وذكرنا أن قبره قريب من الحلة السيفية عند الهاشمية وهو مزار متبرك به يقصده الناس للزيارة وطلب البركة، ثم ذكرنا قول ياقوت في معجمه والبغدادي في مراصده: أن بشوشه - قرية بأرض بابل أسفل من حلة بنى مزيد - قبرالقاسم بن موسى ابن جعفر.
ولم يكن ذكرنا لقول ياقوت وابن عبد الحق البغدادي اختيارا منا لقولهما، بل ذكرنا أولا اختيارنا وذكرنا قولهما ثانيا إحاطة للقاري بما ذهب إليه هذان في كتابيهما، ولكن مع الأسف الشديد أن يتوهم بعض المعلقين المحدثين أن ذكرنا لقول ياقوت وصاحبه اختيار منا لذلك فنسبه إلينا وهذا الوهم من سوء الفهم ونسأله التسديد والعصمة.
ولا يعزب عن ذهن القارئ ان ما ذهب إليه شيخنا المؤلف في تعيين قبر القاسم المذكور حيث قال: وقبره قريب من الغري، إنما هو مبنى على ظنه أو انه من سهو القلم والعصمة لله وحده، واحتمال ان يكون مراده قربه من الغري بالنسبة إلى بعده عن بلده أصفهان كما احتمله بعضهم بعيد غايته.
وقد اشتهر عن الرضا عليه السلام أنه قال: من لم يزرني فليزر أخي القاسم، ولم أقف على مصدر لهذا الحديث الا أنه مستفيض حتى نظمه بعض الشعراء ومنهم السيد علي بن يحيى بن حديد الحسيني من أعلام القرن الحادي عشر وقد ترجمه صاحب نشوة السلافة، فقد نظم السيد المذكور الحديث المشهور بقوله مخاطبا القاسم (ع) كما في البابليات ج 1 ص 162:
أيها السيد الذي جاء فيه * قول صدق ثقاتنا ترويه بصحيح الاسناد قد جاء حقا عن أخيه لامه وأبيه انني قد ضمنت جنات عدن للذي زارني بلا تمويه وإذا لم يطق زيارة قبري حيث لم يستطع وصولا إليه فليزر في العراققبر أخي القاسم وليحسن الثناء عليه