والمقام المحمود هو مقام الشفاعة الكبرى كما قال تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) والمقام المعلوم أي في القرب والكمال إشارة إلى قوله تعالى (وما منا إلا له مقام معلوم) في بطن الآية كما مر، لا تزغ قلوبنا أي لا تملها إلى الباطل " أن كان " أن مخففة من المثقلة " وعد ربنا لمفعولا " أي ما وعده لنا من إجابة الدعوات وتضعيف المثوبات.
لا يأتي عليها إلا رضاكم أي لا يذهبها ولا يمحوها إلا رضاكم عنا وشفاعتكم لنا، يقال أتى عليه الدهر أي أهلكه، لما استوهبتم كلمة لما إيجابية بمعنى إلا أي أسئلكم وأقسم عليكم في جميع الأحوال إلا حال الاستيهاب الذي هو وقت حصول المطلوب، ولا قال أي مبغض، ولا مال من الملال، وأعلا كعبي بموالاتكم أي غلبني على أعدائي بأن يجعلهم تحت قدمي، أو المراد مطلق العلو والرفعة، وقال الجزري (1) في حديث قيلة والله لا يزال كعبك عاليا، هو دعاء لها بالشرف والعلو انتهى.
والاخبات الخضوع، اجعلوني في همكم أي فيمن تهتمون لأمورهم، ولكم العناية في شأنهم بالشفاعة لهم في الدنيا والآخرة.
أقول: إنما بسطت الكلام في شرح تلك الزيارة قليلا وإن لم أستوف حقها حذرا من الإطالة لأنها أصح الزيارات سندا، وأعمها موردا، وأفصحها لفظا وأبلغها معنى، وأعلاها شأنا (2).