وأولي الأمر منكم " (1) فدل سبحانه وأرشد إليهم فقال النبي صلى الله عليه وآله " إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: الثقلين كتاب الله وعترتي، فان ربي اللطيف الخبير أنبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في خطبة له: ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض، وجميع ما فضلت بن النبيون في عترة خاتم النبيين.
واعلم يا أخي وفقك الله بما يرضيه بفضله وجنبك ما يسخطه برحمته أن القرآن جليل خطره عظيم قدره ولما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله: أن القرآن مع أهل بيته، وهم التراجمة عنه المفسرون له وجب أخذ ذلك عنهم ومنهم، قال الله تعالى " فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " (2) ففرض جلت عظمته على الناس العلم والعمل بما في القرآن فلا يسعهم مع ذلك جهله، ولا يعذرون في تركه وجميع ما أنزله في كتابه عند أهل بيت نبيه الذين ألزم العباد طاعتهم، وفرض سؤالهم، والاخذ عنهم، حيث يقول: " فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " فالذكر ههنا رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله تعالى: " قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليهم آياته " (3) الآية، وأهل الذكر هم أهل بيته، ولما اختلف الناس في ذلك أنزل الله تعالى " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " (4) فلم يفرض على عباده طاعة غير من اصطفاه وطهره دون من وقع منه الشك أو الظلم ويتوقع فالويل لمن خالف الله تعالى ورسوله وأسند أمره إلى غير المصطفين قال الله تعالى " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا " (5) فالسبيل ههنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه " يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني " والذكر ههنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " (6) فالقرآن ههنا إشارة إلى أمير المؤمنين صلوات الله ثم وصف