" ولا تقم على قبره " أي لا تقف على قبره للدعاء، وقال في شأن المشركين " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم * وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين أنه عدو لله تبرأ منه (1) " فان التعليل بقوله " من بعد ما تبين " يدل على عدم جواز الاستغفار لمن علم أنه من أهل النار، وإن لم يطلق عليهم المشرك وكون المخالفين من أهل النار معلوم بتواتر الاخبار وكذا قوله " فلما تبين أنه عدو لله " يدل على عدم جواز الاستغفار لهم، لأنه لا شك أنهم أعداء الله.
فإن قيل: استغفار إبراهيم لأبيه يدل على استثناء الأب، قلت: المشهور بين المفسرين أن استغفار إبراهيم عليه السلام كان بشرط الايمان، لأنه كان وعده أن يسلم فلما مات على الكفر وتبين عداوته لله تبرأ منه وقيل الموعدة كان من إبراهيم لأبيه قال له إني لأستغفر لك ما دمت حيا وكان يستغفر له مقيدا بشرط الايمان فلما أيس من إيمانه تبرأ منه.
وأما قوله عليه السلام في سورة مريم " سلام عليك سأستغفر لك ربي " (2) فقال الطبرسي - ره -: سلام توديع وهجر على ألطف الوجوه، وهو سلام متاركة ومباعدة منه وقيل سلام إكرام وبر، تأدية لحق الأبوة. وقال في " سأستغفر لك " فيه أقوال:
أحدها أنه إنما وعده الاستغفار على مقتضى العقل ولم يكن قد استقر بعد قبح الاستغفار للمشركين وثانيها أنه قال " سأستغفر لك " على ما يصح ويجوز من تركك عبادة الأوثان وإخلاص العبادة لله وثالثها أن معناه أدعو الله أن لا يعذبك في الدنيا انتهى (3).
وأقول: لو تمت دلالة الآية لدلت على جواز الاستغفار والدعاء لغير الأب أيضا من الأقارب لأنه على المشهور بين الامامية لم يكن آزر أباه عليه السلام بل كان عمه و