أدخلت على عامة شيعتي الذين بهم أقاتل، الذين أقروا بطاعتي وسموني أمير المؤمنين واستحلوا جهاد من خالفني، فحدثتهم ببعض ما أعلم من الحق في الكتاب الذي نزل به جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله لتفرقوا عني حتى أبقى في عصابة من الحق قليلة أنت وأشباهك من شيعتي ففزعت وقلت: يا أمير المؤمنين أنا وأشباهي متفرق عنك أو نثبت معك؟ قال: بل تثبتون.
ثم أقبل علي فقال: إن أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقر به إلا ثلاثة ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للايمان، يا أبا الطفيل إن رسول الله صلى الله عليه وآله قبض فارتد الناس ضلالا وجهالا إلا من عصمه الله بنا أهل البيت.
ايضاح: قوله عليه السلام: " وربيها بكسر الراء إشارة إلى قوله تعالى " وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا " (1).
وقال البيضاوي: أي ربانيون علماء أتقياء عابدون لربهم وقيل: جماعات منسوب إلى الربة وهي الجماعة.
أقول: رأيت في أصل كتاب سليم بن قيس مثله.
67 - تفسير العياشي: عن سلام بن المستنير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لقد تسموا باسم ما سمى الله به أحدا إلا علي بن أبي طالب، وما جاء تأويله، قلت: جعلت فداك متى يجئ تأويله؟ قال: إذا جاءت جمع الله أمامه النبيين والمؤمنين حتى ينصروه وهو قول الله " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة " إلى قوله " أنا معكم من الشاهدين " (2) فيومئذ يدفع رسول الله صلى الله عليه وآله اللواء إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فيكون أمير الخلائق كلهم أجمعين: يكون الخلائق كلهم تحت لوائه، ويكون هو أميرهم فهذا تأويله.