لها وجهه وتكتب بين عينيه كافر.
ثم قال: وقرئ " تكلمهم " من الكلم وهو الجرح. والمراد به الوسم بالعصا والخاتم، ويجوز أن يستدل بالتخفيف على أن المراد بالتكليم التجريح انتهى.
وقال الصدوق رحمه الله في رسالة العقائد: اعتقادنا في الرجعة أنها حق وقد قال الله عز وجل: " ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم " (1) كان هؤلاء سبعين ألف بيت، وكان يقع فيهم الطاعون كل سنة، فيخرج الأغنياء لقوتهم، ويبقى الفقراء لضعفهم فيقل الطاعون في الذين يخرجون، ويكثر في الذين يقيمون، فيقول الذين يقيمون: لو خرجنا لما أصابنا الطاعون. ويقول الذين خرجوا: لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم.
فأجمعوا على أن يخرجوا جميعا من ديارهم، إذا كان وقت الطاعون فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على شط بحر، فلما وضعوا رحالهم ناداهم الله: موتوا! فماتوا جميعا فكنستهم المارة عن الطريق، فبقوا بذلك ما شاء الله تعالى.
ثم مر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له أرميا، فقال: لو شئت يا رب لأحييتهم فيعمروا بلادك، ويلدوا عبادك، وعبدوك مع من يعبدك، فأوحى الله تعالى إليه: أفتحب أن أحييهم لك؟ قال: نعم، فأحياهم الله له، وبعثهم معه، فهؤلاء ماتوا ورجعوا إلى الدنيا ثم ماتوا بآجالهم.
وقال الله عز وجل " أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير " (2) فهذا مات مائة سنة ورجع إلى الدنيا وبقي فيها، ثم مات بأجله وهو عزير.