بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٣ - الصفحة ١٢٥
وهو علم من أعلام الساعة، وقيل: لا يبقى مؤمن إلا مسحته، ولا يبقى منافق إلا خطمته تخرج ليلة جمع، والناس يسيرون إلى منى عن ابن عمر.
وروى محمد بن كعب القرظي قال: سئل علي صلوات الرحمن عليه عن الدابة فقال: أما والله ما لها ذنب وإن لها للحية. وفي هذا إشارة إلى أنها من الانس.
وروي عن ابن عباس أنها دابة من دواب الأرض لها زغب وريش، ولها أربع قوائم.
وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: دابة الأرض طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب، ولا يفوتها هارب، فتسم المؤمن بين عينيه، فتكتب بين عينيه " مؤمن " وتسم الكافر بين عينيه فتكتب بين عينيه " كافر " ومعها عصا موسى، وخاتم سليمان عليهما السلام فتجلو وجه المؤمن بالعصا، وتحطم أنف الكافر بالخاتم، حتى يقال: يا مؤمن ويا كافر.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر فتخرج خروجا بأقصى المدينة، فيفشو ذكرها في البادية، ولا يدخل ذكرها القرية، يعني مكة ثم تمكث زمانا طويلا، ثم تخرج خرجه أخرى قريبا من مكة، فيفشو ذكرها في البادية، ويدخل ذكرها القرية، يعني مكة.
ثم صار الناس يوما في أعظم المساجد على الله حرمة، وأكرمها على الله، يعني المسجد الحرام، لم ترعهم (1) إلا وهي في ناحية المسجد، تدنوا [وترغو] (2) ما بين الركن الأسود إلى باب بني مخزوم، عن يمين الخارج، في وسط من ذلك فيرفض الناس عنها، وتثبت لها عصابة عرفوا أنهم لن يعجزوا الله فخرجت عليهم

(1) راع منه، يروع: فزع، فهو روع - ككتف ورائع، وفلانا أفزعه لازم متعد وارفض - من الارفضاض - بمعنى تفرق، يقال: ارفض الناس عنه، ومن حوله، أي تفرقوا.
(2) في الأصل المطبوع " تدنو " كذا. وفي المصدر " تدنو وتدنو " وما في الصلب هو الظاهر المطابق لنسخة الدر المنثور.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست