أقول: الذي يخطر بالبال في حل هذا الخبر الذي هو من معضلات الاخبار ومخبيات الاسرار، هو أنه عليه السلام بين أن الحروف المقطعة التي في فواتح السور إشارة إلى ظهور ملك جماعة من أهل الحق، وجماعة من أهل الباطل، فاستخرج عليه السلام ولادة النبي صلى الله عليه وآله من عدد أسماء الحروف المبسوطة بزبرها وبيناتها، كما يتلفظ بها عند قراءتها بحذف المكررات، كأن تعد ألف لام ميم، تسعة، ولا تعد مكررة بتكررها في خمس من السور، فإذا عددتها كذلك تصير مائة وثلاثة أحرف وهذا يوافق تاريخ ولادة النبي صلى الله عليه وآله لأنه كان قد مضى من الألف السابع من ابتداء خلق آدم عليه السلام مائة سنة وثلاث سنين وإليه أشار بقوله: " وتبيانه " أي تبيان تاريخ ولادته عليه السلام.
ثم بين عليه السلام أن كل واحدة من تلك الفواتح إشارة إلى ظهور دولة من بني هاشم ظهرت عند انقضائها، ف " ألم " الذي في سورة البقرة إشارة إلى ظهور دولة الرسول صلى الله عليه وآله إذ أول دولة ظهرت في بني هاشم كانت في دولة عبد المطلب فهو مبدأ التاريخ ومن ظهور دولته إلى ظهور دولة الرسول صلى الله عليه وآله وبعثته كان قريبا من أحد وسبعين الذي هو عدد " ألم " ف " ألم ذلك " إشارة إلى ذلك.
وبعد ذلك في نظم القرآن " ألم " الذي في آل عمران، فهو إشارة إلى خروج الحسين عليه السلام إذ كان خروجه عليه السلام في أواخر سنة ستين من الهجرة، وكان بعثته صلى الله عليه وآله قبل الهجرة نحوا من ثلاث عشر سنة وإنما كان شيوع أمره صلى الله عليه وآله وظهوره بعد سنتين من البعثة.
ثم بعد ذلك في نظم القرآن " المص " وقد ظهرت دولة بني العباس عند انقضائها، ويشكل هذا بأن ظهور دولتهم وابتداء بيعتهم كان في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وقد مضى من البعثة مائة وخمس وأربعون سنة فلا يوافق ما في الخبر.
ويمكن التفصي عنه بوجوه:
الأول أن يكون مبدأ هذا التاريخ غير مبدأ " ألم " بأن يكون مبدؤه ولادة النبي صلى الله عليه وآله مثلا، فان بدو دعوة بني العباس كان في سنة مائة من الهجرة، وظهور