عليه السلام إذا قعد في موضع الأختان فلم يلتفت إليهن.
وكان رجل يقال له مخارق صاحب صوت وعود وضرب، طويل اللحية. فدعاه المأمون فقال: يا أمير المؤمنين إن كان في شئ من أمر الدنيا فأما أكفيك أمره فقعد بين يدي أبي جعفر عليه السلام فشهق مخارق شهقة اجتمع إليه أهل الدار، وجعل يضرب بعوده ويغني، فلما فعل ساعة وإذا أبو جعفر عليه السلام لا يلتفت إليه ولا يمينا ولا شمالا ثم رفع رأسه إليه وقال: اتق الله يا ذا العثنون! قال: فسقط المضراب من يده والعود، فلم ينتفع بيده إلى أن مات (1).
قال: فسأله المأمون عن حاله قال: لما صاح بي أبو جعفر فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا.
الكافي: علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن الريان مثله (2).
بيان: كأن احتياله لادخاله فيما فيه من اللهو والفسوق، بنى على أهله بناء: زفها و " العثنون " اللحية أو ما فضل منها بعد العارضين أو ما نبت على الذقن وتحته سفلا أو هو طولها " " والعثنون " أيضا شعيرات تحت حنك البعير.
38 - مناقب ابن شهرآشوب: أبو هاشم الجعفري قال: صليت مع أبي جعفر عليه السلام في مسجد المسيب وصلى بنا في موضع القبلة سواء وذكر أن السدرة التي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق فدعا بماء وتهيأ تحت السدرة فعاشت السدرة وأورقت وحملت من عامها (3).
وقال ابن سنان: دخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال: يا محمد حدث بآل فرج حدث؟ فقلت: مات عمر، فقال: الحمد لله على ذلك أحصيت له أربعا وعشرين مرة ثم قال: أو لا تدري ما قال لعنه الله لمحمد بن علي أبي؟ قال: قلت: لا، قال: خاطبه في شئ فقال: أظنك سكران، فقال أبي: اللهم إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائما