* (دفع شبهة) * أقول: قد وقعت داهية عظمي، وفتنة كبرى، في سنة ست ومائة بعد الألف من الهجرة في الروضة المنورة بسر من رأى، وذلك أنه لغلبة الأروام وأجلاف العرب على سر من رأى، وقلة اعتنائهم، باكرام الروضة المقدسة، وجلاء السادات والاشراف لظلم الأروام (1) عليهم منها وضعوا ليلة من الليالي سراجا داخل الروضة المطهرة في غير المحل المناسب له فوقعت من الفتيلة نار على بعض الفروش أو الأخشاب ولم يكن أحد في حوالي الروضة فيطفيها.
فاحترقت الفروش والصناديق المقدسة والأخشاب والأبواب وصار ذلك فتنة لضعفاء العقول من الشيعة والنصاب من المخالفين جهلا منهم بأن أمثال ذلك لا يضر بحال هؤلاء الأجلة الكرام، ولا يقدح في رفعة شأنهم عند الملك العلام، وإنما ذلك غضب على الناس، ولا يلزم ظهور المعجز في كل وقت، وإنما هو تابع للمصالح الكلية والاسرار في ذلك خفية، وفيه شدة تكليف، افتتان وامتحان للمكلفين وقد وقع مثل ذلك في الروضة المقدسة النبوية بالمدينة أيضا صلوات الله على مشرفها وآله.